العنسي (١) وطليحة الأسدي (٢) وأضرابهم (٣) ، فكان يضمر في نفسه دعوى النبوّة ، ولو أمكنه إظهار هذه الدعوى لأظهرها ، وكان يسمّي جماعته من أهل بلده الأنصار ، وسمّى من تبعه من الخارج المهاجرين ، و إذا تبعه أحد وكان قد حجّ حجّة الإسلام يقول له : حجّ ثانياً فإنّ حجّتك الاُولى فعلتها وأنت مشرك فلا تقبل ولا تسقط عنك الفرض ، و إذا أراد أحد أن يدخل دينه يقول له بعد الإتيان بالشهادتين : اشهد على نفسك أنّك كنت كافراً ، واشهد على والديك أنّهما ماتا كافرين ، واشهد على فلان وفلان يسمّي له جماعة من أكابر العلماء الماضين أنّهم كانوا كفّاراً ، فإن شهدوا قبلهم وإلّا أمر بقتلهم ..
وكان يصرّ (٤) بتكفير الاُمّة [ من ] (٥) منذ ستمائة سنة ، وكان يكفّر كلّ من لا يتبعه و إن كان من أتقى المتّقين فيسمّيهم مشركين و يستحلّ دماءهم وأموالهم ، و يثبّت الإيمان لمن اتّبعه و إن كان من أفسق الفاسقين ، وكان ينتقص
__________________
في بني تغلب ، وتبعها رجال من قومها وجماعة من بنى تميم وهذيل ، فلمّا بلغها خبر تنبّؤ مسيلمة سارت إلية وسلّمت عليه بالنبوة . وانظر أخبارها في الأغاني ١٨ : ١٦٦ ، والفتوح لابن أعثم ١ : ٢٢ ، الإصابة لابن الاثير ٧ : ١٥٩ / ١١٣٥٥ .
(١) هو عيهلة بن كعب بن عوف العنسيّ ، وعنس بطن من مذحج ، وكان الأسود يلقّب بذا الخمار ؛ لأنّه كان معتماً متخمّر أبداً ، لمّا دعا رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله من حجة الوداع تمرّض من السفر غير مرض موته فبلغ ذلك الأسود فادّعى النبوّة ، وكان مشعبذاً يريهم الأعاجيب فاتبعته مذحج . الكامل في التاريخ حوادث سنة ١١ من الهجرة ٢ : ٣٣٦ ، الأعلام للزركلي ٥ : ١١١ .
(٢) طليحة بن خويلد الأسدي ، أسلم سنة ٩ ه ، ثمّ ارتدّ وادعى النبوّة ، كانت له وقائع مع المسلمين ، ثمّ أسلم وقدم مكة معتمراً زمن عمر بن الخطّاب ، شهد اليرموك وبعض حروب الفرس ، قتل بنهاوند سنة ٢١ ه . انظر اُسد الغابة ٣ : ٩٤ / ٢٦٤١ .
(٣) كالحارث الكذّاب الذي ادّعى النبوة كما حكاه في تلبيس إبليس : ٣٦٥ ـ ٣٦٦ .
(٤) في المصدر : يصرح بدل : يصرّ .
(٥) الزيادة من المصدر .