في الردّ عليه الرسائل ، وعدّ منهم : الشيخ محمّد بن عبد الرحمن بن عفالق (١) ، صنّف كتاباً سمّاه تهكّم المقلّدين بمدّعي تجديد الدين ، وردّ عليه في كلّ مسألة من مسائله التي ابتدعها ، وأنّه كان سأله عن مسائل علميّة أدبيّة عجز عن جوابها ، وذكر جملة من تلك المسائل (٢) .
ثمّ قال : وقد أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله عن هؤلاء الخوارج في أحاديث كثيرة ، فكانت تلك الأحاديث من أعلام نبوّته صلىاللهعليهوآله ، حيث كانت من الإخبار بالغيب ، وتلك الأحاديث صحيحة ، بعضها في الصحيحين و بعضها في غيرهما ، ثمّ ذكر جملة منها حديث : « سيماهم التحليق » (٣) .
إلى أن قال : وفي قوله صلىاللهعليهوآله : « سيماهم التحليق » تنصيص على هؤلاء القوم الخارجين من المشرق التابعين لمحمّد بن عبد الوهاب فيما ابتدعه ، لأنّهم كانوا يأمرون من اتّبعهم أن يحلق رأسه ، ولا يتركونه يفارق مجلسهم إذا تبعهم حتّى يحلقوا رأسه ، ولم يقع مثل ذلك قطّ من أحد من الفرق الضالّة التي مضت قبلهم أن يلتزموا مثل ذلك ، فالحديث صريح فيهم .
وكان السيّد عبد الرحمن الأهدل (٤) مفتي زبيد يقول : لا يحتاج التأليف في الردّ على ابن عبد الوهّاب بل يكفي في الردّ عليه قوله صلىاللهعليهوآله : « سيماهم التحليق » فإنّه لم يفعله أحد من المبتدعة ..
وكان محمّد بن عبد الوهّاب يأمر أيضاً بحلق رؤوس النساء اللاتي
__________________
(١) الأحسائي ، المتوفّي ١١٦٤ ه ، من فقهاء الحنابلة ، ولد في الأحساء ، وله كتب في علم الفلك . الأعلام للزركلي ٦ : ١٩٧ .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ٨٤١ / ٢٣٥٩ ، سنن ابن ماجة ١ : ٦٢ / ١٧٥ .
(٤) الحسيني الطالبيّ من علماء الشافعيّة في اليمن من أهل زبيد ، المتوفّي ١٢٥٠ ه ، له مؤلّفات .. . الأعلام للزركلي ٣ : ٣٠٧ .