يتبعنه ، فأقامت عليه الحجّة امرأة دخلت في دينه ، و جدّدت إسلامها على زعمه ، فأمر بحلق رأسها ، فقالت له : لم تأمر بحلق اللّحى للرجال ، فلو أمرتهم بحلق اللحى لساغ لك أن تأمر بحلق رؤوس النساء ؛ لأنّ شعر الرأس للنساء بمنزلة اللحية للرجال ، فبهت الذي كفر ولم يجد لها جواباً ، لكنه إنّما فعل ذلك ليصدق عليه وعلى من اتّبعه قوله صلىاللهعليهوآله : « سيماهم التحليق » فإنّ المتبادر منه حلق الرأس فقد صدق صلىاللهعليهوآله فيما قال ، وقوله صلىاللهعليهوآله حين أشار إلى المشرق : « من حيث يطلع قرن الشيطان » جاء في رواية : « قرنا الشيطان (١) » بصيغة التثنية (٢) ..
قال بعض العلماء (٣) : المراد من قرني الشيطان : مسيلمة الكذّاب ، ومحمّد بن عبد الوهّاب .
أقول : والأنسب أن يكون المراد من قرني الشيطان : أحمد بن تيميّة ، ومحمّد بن عبد الوهّاب .
ثمّ نقل جملة أحاديث في الفتن تنطبق على هؤلاء (٤) .
إلى أن قال : وفي رواية:«سيظهر من نجد شيطان تتزلزل جزيرة العرب من فتنته»(٥) .
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٨٩ / ٤٠٤٧ : اللهمّ بارك لنا في شامنا اللهمّ بارك لنا في يمننا ، قالوا : في نجدنا ؟ قال صلىاللهعليهوآله : « هناك الزلازل ، والفتن ، وبها .. » أو قال : « منها يخرج قرن الشيطان« . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب . ورواه الترمذي بسندين .
(٢) صحيح مسلم ٤ : ٢٢٢٩ .
(٣) هو السيد علوي الحدّاد في مصباح الأنام ( الوهابية المتطرفة ٢ ) : ٢٢٣ .
(٤) خلاصة الكلام في بيان أُمراء البلد الحرام : ٣١٠ .
(٥) خلاصة الكلام : ٣١٠ ، وانظر الدرر السنيّة لزيني دحلان : ٥١ ، والفجر الصادق للزهاوي : ٢١ .