الموحّدين .
قال محمّد بن عبد الوهّاب : إنّ مَن استغاث أو توسّل بالنبي أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنّه يكون مثل هؤلاء المشركين ، ويكون داخلاً في عموم هذه الآيات .
وجعل زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله أيضاً مثل ذلك (١) وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في اعتذارهم عن عبادة الأصنام : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) (٢) : إنّ المتوسّلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون : ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللَّه زلفى فإنّ المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنّها تخلق شيئاً بل يعتقدون أنّ الخالق هو اللَّه تعالى بدليل قوله تعالى : و ( وَ لَئن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) (٣) ، وفي قوله تعالى : ( وَ لَئن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) (٤) ، فما حكم اللَّه عليهم بالكفر والإشراك إلّا لقولهم : ( لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) ، فهؤلاء مثلهم .
هكذا احتجّ محمّد بن عبد الوهّاب ومن تبعه على المؤمنين (٥) .
وهي حجّة باطلة : فإنّ المؤمنين ما اتّخذوا الأنبياء ولا الأولياء آلهةً ، وما جعلوهم شركاء اللَّه ، بل هم يعتقدون أنّهم عبيد اللَّه مخلوقون له ، ولا يعتقدون استحقاقهم العبادة ، ولا أنّهم يخلقون شيئاً ، ولا أنّهم يملكون نفعاً
__________________
(١) راجع كشف الشبهات : ١٠ .
(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٣ .
(٤) سورة الزمر ٣٩ : ٣٨ .
(٥) راجع مصباح الظلام : ١٧ ، خلاصة الكلام : ٣١٤ ـ ٣١٥ ، الدرر السنيّة ( الوهابيّة المتطرفة ١ ) : ٣٠٨ ، فتنة الوهابيّة ( الوهابيّة المتطرفة ١ ) : ٣٣٥ ، شواهد الحقّ : ١٥٢ .