أو ضرّاً ، و إنّما قصدوا التبرّك بهم لكونهم أحبّاء اللَّه المقرّبين الذين اصطفاهم واجتباهم ، و ببركتهم يرحم اللَّه عباده ، ولذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنّة سنذكر لك كثيراً منها (١) ، فاعتقاد المسلمين أنّ الخالق النافع الضارّ هو اللَّه وحده ولا يعتقدون استحقاق العبادة إلّا للَّه وحده ، ولا يعتقدون التأثير لأحد سواه ، وأمّا المشركون الذين نزلت فيهم الآيات السابق ذكرها فكانوا يتّخذون الأصنام آلهة ، والإله معناه المستحق للعبادة ، فهم يعتقدون استحقاق الأصنام للعبادة ، فاعتقادهم استحقاقها العبادة هو الذي أوقعهم في الشرك ، فلمّا اُقيمت عليهم الحجّة بأنّها لا تملك نفعاً ولا ضرّاً قالوا : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) .
فكيف يجوز لمحمّد بن عبد الوهّاب وأتباعه أن يجعلوا المؤمنين الموحّدين مثل اُولئك المشركين الذين يعتقدون اُلوهيّة الأصنام ؟ !
إذا علمت هذا تعلم أنّ جميع الآيات المتقدّم ذكرها (٢) وما ماثلها من الآيات خاص بالكفّار المشركين ، ولا يدخل فيها أحد من المؤمنين ؛ لأنّهم لا يعتقدون اُ لوهية غير اللَّه تعالى ولا يعتقدون استحقاق العبادة لغيره ، وقد تقدّم حديث البخاري عن ابن عمر في وصف الخوارج : « أنّهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفّار فحملوها على المؤمنين » فهذا الوصف صادق على ابن عبد الوهّاب وأتباعه فيما صنعوه ، ولو كان شيء ممّا صنعه المؤمنون من التوسّل إشراكاً ما كان يصدر من النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه وسلف الاُ مّة وخلفها فإنّهم جميعهم كانوا يتوسّلون ، فقد كان من دعائه صلىاللهعليهوآله : « اللّهمّ إنّي أسألك
__________________
(١) ستأتي في هذه الصفحة وما بعدها
(٢) تقدم ذكرها آنفاً .