بحقّ السائلين عليك » (١) وهذا توسّل صريح لا شكّ فيه وكان يعلّم هذا الدعاء أصحابه و يأمرهم بالإتيان به .
فقد روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه قال : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : اللّهم إنّي أسألك بحقّ السائلين عليك ، وأسألك بحقّ ممشاي هذا إليك ، فإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة ، خرجت اتّقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي فإنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت . أقبل اللَّه عليه بوجهه ، واستغفر له سبعون ألف ملك » (٢) .
وذكره الجلال السيوطي في الجامع الكبير (٣) ، وذكره أيضاً كثير من الأئمّة في كتبهم عند ذكر الدعاء المسنون عند الخروج إلى الصلاة (٤) ، قال بعضهم: ما من أحد من السلف إلّا وكان يدعوا بهذا الدعاء عند خروجه إلى الصلاة .
فانظر قوله : « أسألك بحقّ السائلين عليك » فإنّ فيه التوسّل بكلّ عبد مؤمن ..
وروى الحديث المذكور أيضاً ابن السنّي بإسناد صحيح عن بلال مؤذّن رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ورضي اللَّه عنه ولفظه : كان رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله إذا خرج إلى الصلاة قال : « بسم اللَّه آمنت باللَّه وتوكّلت على اللَّه ولا حول ولا قوّة إلّا
__________________
(١) رواه ابن القيّم الجوزية في زاد المعاد ٢ : ١٤ عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، عنه صلىاللهعليهوآله وفيه زيادة فى آخره .
(٢) سنن ابن ماجة ١ : ٢٥٦ / ٧٧٨ .
(٣) جامع الأحاديث عن الجامع الكبير ٧ : ٢٦ : ٢٠٥٩٩ .
(٤) انظر مسند أحمد ٣ : ٩١ ، مسند ابن الجعد : ٢٩٩ / ٢٠٣١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٦ : ٢٦ / ٢٩١٩٣ ، كتاب الدعاء للطبراني : ١٤٩ باب ٤٦ حديث ٤٢١ ، الأذكار النوويّة : ٣٠ ، كنز العمال ١٥ : ٣٩٦ / ٤١٥٣٥ .