وجاء خطاب وصورة النداء في التشهّد الذي يأتي به المسلم في كلّ صلاة وعلمّه النبيّ صلىاللهعليهوآله لأصحابة فإنّ فيه : « السلام عليك أيّها النبيّ » (١) .
وكان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا نزل أرضاً قال : « يا أرض ، ربّي وربّك اللَّه » (٢) ، ففيه خطاب ونداء للجمادات .
وذكر الفقهاء في آداب السفر : أنّ المسافر إذا انفلتت دابته بأرض ليس أنيس فليقل : يا عباد اللَّه احبسوا ، وإذا أضلّ شيئاً أو أراد عوناً فليقل : يا عباد اللَّه أعينوني أو أغيثوني ، فإنّ للَّه عباداً لا تراهم (٣) .
واستدلّ الفقهاء على ذلك (٤) بما رواه ابن السنّي عن عبد اللَّه بن
__________________
(١) راجع آداب الصلاة من الصحاح والمسانيد كمسند أحمد ١ : ٢٩٢ ، ٣٧٦ ، ٣٨٢ ، ، سنن الدارمي ١ : ٣٠٩ ، صحيح البخاري ١ : ٢٠٢ ، صحيح مسلم ٢ : ٢١٣ وغيرها .
(٢) المجموع في شرح المهذّب للنووي ٤ : ٣٩٧ مسألة ٤٤ ، قال : رواه أبو داوُد والحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ، الأذكار للنووي وشرحه للفتوحات الربانيّة ١٦٤ : ٥ ، وفي الفتوحات : قال في الحرز : وفيه إشعار بأنّ للأرض شعوراً بكلام الداعي . وقال غيره : خاطب الأرض اتّساعاً ، وردّه ابن حجر في شرح المشكاة بأنّ ذلك بالنسبة لغيره صلىاللهعليهوآله ، أمّا هو فقد كلّمه وخاطبه الجماد ، فهي صالحة لخطابة حقيقة ، والحديث جاء في المشكاة أيضاً وشرحه كما أشار .
وورد مخاطبة النبيّ صلىاللهعليهوآله الهلال كما في الإقناع في حلّ ألفاظ أبي شجاع ١ : ١٠٧ ، وإعانة الطالبين ١ : ٢٥٦ في فصل مبطلات الصلاة ، ومواهب الجليل ٣ : ٣٨١ في الصيام عن الترمذي ، وكذا ورد في كتب الأدعية عند الإماميّة كما في الصحيفة السجاديّة الدعاء : ٤٣ ، وفقه الرضا : ٢٠٧ ، والمقنع للصدوق : ١٨٥.
(٣) الأذكار للنووي وشرحه الفتوحات الربانيّة ٥ : ١٥٠ ، وروي عن بعض المشايخ أنّه مجرّب ، والمعجم الكبير للطبراني ١٠ : ٢١٧ / ١٠٥١٨ و ١٧ : ١١٧ / ٢٩٠ ، وفي الحرز عنه ، وأتى شاهداً من قول ابن عباس في قوله : « إنّ للَّه تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة .. . » . أخرجه البزّار والخطّابي في حاشيته على منسك الشيخ خليل ، راجع مجمع الزوائد ١٠ : ٣٢ .
(٤) الأذكار النوويّة : ٢٢٣ ، فيض القدير شرح الجامع الصغير ١ : ٣٠٧ / ٥٠١ .