بالطلب منه أن يستسقي لاُمّته (١) .
والأحاديث الواردة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في زيارة القبور في كثير منها النداء والخطاب للأموات كقوله : « السلام عليكم يا أهل القبور يا أهل الديار من المؤمنين و إنّا إن شاء اللَّه بكم لا حقون » ففيها نداء وخطاب ، وهي أحاديث كثيرة لا حاجة إلى الإطالة بذكرها (٢).
وتقدّم أنّ السلف والخلف من أهل المذاهب الأربعة استحبّوا للزائر أن يقول تجاه القبر الشريف : يا رسول اللَّه إنّي جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي (٣) .
وصحّ عن بلال بن الحارث أنّه ذبح شاة عام القحط المسمّى عام الرمادة فوجدها هزيلة فصار يقول : وامحمّداه ، وامحمّداه (٤) .
وصحّ أيضاً أنّ أصحاب النبيّ لمّا قاتلوا مسيلمة الكذّاب كان شعارهم : وامحمّداه وامحمّداه ! (٥)
وفي الشفا للقاضي عياض : أنّ عبد اللَّه بن عمر خَدِرت رجله مرّة ، فقيل له : اذكر أحبّ الناس إليك . فقال : وامحمّداه ؟ فانطلقت رجله (٦) .
__________________
(١) راجع ص : ٢٠٩ .
(٢) صحیح مسلم ١ : ٢١٨ / ٢٤٩ ، سنن الترمذي ٢ : ٢٥٨ / ١٠٥٩ ، وسنن ابن ماجة ١ ک ٤٩٤ / ١٥٤٧ ، السنن الکبری للبیهقي ٤ : ٧٩ ، زاد المعاد لابن القیّم الجوزیة ١ : ٤٦ باب هدیه صلىاللهعليهوآله في زیارة القبور ، وغیرها من الصحاح والمسانید .
(٤) خلاصة الكلام : ٣٤١ ، وفي البداية والنهاية ٧ ک ٨٩ يا محمّداه ، وفي أنساب الأشراف ٢ : ٢٣٧ جاء أبو بكر بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله فلمّا رآه مسجّى قال : وانبيّاه ، واخليلاه ، واصفيّاه ، وقال المغيرة : واغَشْياه .
(٥) خلاصة الكلام : ٣٤١ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٣٦٤ ، وفيه : يا محمّداه .
(٦) الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلىاللهعليهوآله ٢ : ٢٦٤ .