و يسألونه رسالة يذكر فيها اُصول الشافعي ومالك وسفيان الثوري وأبي حنيفة وصاحبيه وداوُد بن عليّ الإصبهاني ، وأن يكون ذلك بكلام واضح يفهمه العامي ، فكتب القاضي هذه الرسالة ، ثمّ أملى فيما ذكر المسعودي عليهم بعضها وعجز لضعفه عن إملاء الباقي ، فقرئ عليه والمسعودي يسمع (١) ، انتهى كلام التاج في الطبقات .
وترجمه صاحب كتاب فوات الوفيات محمّد بن شاكر بن أحمد الكتبي المتوفّي سنة ٧٦٤ ه ، قال : عليّ بن الحسين بن عليّ أبو الحسن المسعودي المؤرّخ طاب ثراه ، من ذريّة عبد اللَّه بن مسعود رضياللهعنه ، قال الشيخ شمس الدين : عداده في البغداديين وأقام بمصر مدّة ، وكان أخبارياً علّامة صاحب غرائب وملح ونوادر ، مات سنة ست وأربعين وثلاثمائة ، وله تصانيف : كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر في تحف الأشراف والملوك ، وكتاب ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور ، وكتاب الرسائل والاستذكار بما مرّ في سالف الأعصار ، وكتاب التاريخ في أخبار الاُمم من العرب والعجم ، وكتاب التنبيه والإشراف ، وكتاب خزائن الملوك وسرّ العالمين ، وكتاب المقالات في اُصول الديانات ، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان ، وكتاب البيان في أسماء الأئمّة ، وكتاب الخوارج ، واللَّه أعلم ، انتهى كلام الكتبي (٢).
و إنّما طوّلنا ليعلم مقام هذا المسعودي عند كبار علماء السنّة فيعتمد عليه وعلى نقله.
__________________
(١) طبقات الشافعيّة الكبرى ٣ : ٤٥٦ / ٢٢٥ .
(٢) فوات الوفيات ٣ : ١٢ / ٣٣٦ .