رجب سنة أربع عشر ومائتين لسكناه بسرّ من رأى ، لأنّ اسمها العسكر لسكنى العسكر بها ، وعاشر الأئمّة الاثنى عشر على مذهب الإماميّة ، وحادي عشرهم ولده الحسن العسكري ، ولد الحسن المذكور في سنة ثلاثين ومائتين ، وتوفّي سنة ستيّن ومائتين ، ودفن إلى جانب أبيه بسرّ من رأى ، وولد لهذا الحسن ولده المنتظر ثاني عشرهم ويقال له : المهدي ، والقائم ، والحجّة محمّد ، ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين ، تزعم الشيعة أنّه دخل السرداب الذي بدار أبيه في سرّ من رأى واُمّه تنظر إليه فلم يخرج منه إلى الآن ، وكان عمره تسع سنين (١) ، انتهى بلفظه بحروفه .
فهو مثبت لولادته ولا ينكرها بل أرّخها وضبطها ولم ينف إمكان بقائه بل سكت عن ذلك .
ومنهم : العلّامة عزّ الدين بن الأثير الجزري فإنّه قال في حوادث سنة ستين ومائتين في الجزء السابع من تاريخ الكامل وفي صفحة ١٠٨ المطبوع بالمطبعة الأزهرية سنة ١٣٠١ ما لفظه بحروفه : فيها توفّي الحسن بن عليّ ابن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أبو محمّد العلوي العسكري ، وهو أحد الأئمّة الاثنى عشر على مذهب الإماميّة ، وهو والد محمّد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب سامرا ، وكان مولده سنة اثنين وثلاثين ومائتين (٢) ، انتهى .
فهو ناصّ على تولّده من الحسن العسكري وأنّ اسمه محمّد .
ومنهم : الإمام العلّامة ابن الوردي قال في تاريخه ما لفظه : ولد محمّد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين ، وتزعم الشيعة
__________________
(١) روضة المناظر : ١٥٧ ـ ١٥٨ .
(٢) الكامل في التاريخ ٧ : ٢٧٤ .