الثاني عشر من أئمّتهم وهو محمّد بن الحسن العسكري ، و يلقّبونه بالمهدي ، دخل سرداباً بدارهم في الحلّة وتغيّب حين اعتقل مع اُمّه وغاب هنالك ، وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلاً ، يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذي في المهدي ، وهم إلى الآن ينتظرون ويسمّونه المنتظر لذلك (١) ، انتهى .
ومنهم : القاضي أحمد الشهير بابن خلكان فإنّه نصّ على ولادته من الحسن العسكري في كتابه وفيات الأعيان المعروف ، قال ـ في باب حرف الميم في أواخر الجزء الأوّل المطبوع بمصر في المطبعة الميمنيّة سنة ١٣١٠ ه في صفحة ٤٥١ ما لفظه بحروفه ـ : أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري ابن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمّة الإثنا عشر على اعتقاد الإماميّة المعروف بالحجّة ، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم والمهدي ، وهو صاحب السرداب عندهم ، وأقاو يلهم فيه كثيرة ، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ولمّا توفّي أبوه ـ وقد سبق ذكره ـ كان عمره خمس سنين ، واسم اُمّه خمط ، وقيل : نرجس ، والشيعة يقولون : إنّه دخل السرداب في دار أبيه واُمّه تنظر إليه فلم يخرج بعد إليها ، وذلك في سنة خمس وستين ومائتين وعمره يومئذ تسع سنين .
وذكر ابن الأزرق (٢) في تاريخ ميافارقين : أنّ الحجّة المذكور ولد
__________________
(١) نفس المصدر ١ : ٢١٠ .
(٢) عبد اللَّه بن عبد الوارث الفارقي ، أبو الفضل ابن الأزرق ، مؤرّخ ، توفّي سنة ٥٩٠ ه . كشف الظنون ١ : ٣٠٧ .