وقال الإماميون : بل إنّه هو محمّد بن الحسن العسكري رضي اللَّه عنهما ، وكان قد تولّد في سنة خمس وخمسين ومائتين من فتاة للحسن العسكري رضياللهعنه اسمها نرجس في سرّ من رأى بزمن المعتمد ، ثمّ غاب سنة ، ثمّ ظهر ، ثمّ غاب وهي الغيبة الكبرى ولا يؤوب بعدها إلّا إذا شاء اللَّه ، ولمّا كان قولهم أقرب لتناول هذا النصّ ، وكان غرضي الذبّ عن ملّة محمّد صلىاللهعليهوآله مع قطع النظر عن التعصّب في المذهب ، ذكرت لك مطابقة ما يدّعيه الإماميون مع هذا النصّ (١) ، انتهى ..
فراجعه فإنّه قد طبع هذا الكتاب مذ مدّة وهو في ردّ النصارى لأنّ صاحبه كان منهم ثمّ أسلم وكان من أعاظم علماء السنّة (٢) .
ومنهم : وحيد عصره العلّامة عبد الرحمن بن خلدون المغربي ، فإنّه نصّ على أنّ للحسن العسكري ابناً هو محمّد المهدي في مقدّمة تاريخه ، قال في آخر صفحة ١٧٥ من النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية فيبيروت سنة ١٨٨٦ عيسوية ، قال : وأمّا الاثنا عشريّة فربّما خصّوا باسم الإماميّة عند المتأخّرين منهم ، فقالوا بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق لوفاة أخيه الأكبر إسماعيل الإمام في حياة أبيهما جعفر فنصّ على إمامة موسى هذا ، ثمّ ابنه الرضا الذي عهد إليه المأمون ومات قبله فلم يتمّ له أمر ، ثمّ ابنه محمّد التقي ، ثمّ ابنه عليّ الهادي ، ثمّ ابنه أبو محمّد العسكري ، ثمّ ابنه محمّد المهدي المنتظر الذي قدّمناه قبل (٣) .
أقول : قال قبل هذا في صفحة ١٧٣ : الإثنا عشريّة منهم يزعمون أنّ
__________________
(١) انظر النجم الثاقب ١: ٤١٢ ـ ٤١٣ / ٢٠ ، وإلزام الناصب ١ : ٣٣ .
(٢) وكتابه هذا في ردّ القسيس الپادري و إثبات حقيقة مذهب الإسلام .
(٣) تاريخ ابن خلدون ١ : ٢١٣ .