محمّد الباقر عليهالسلام في المجدّدين في رأس المائة الاُولى على طريقة أهل البيت ، والإمام الرضا عليهالسلام في رأس المائة الثانية ، وأبا جعفر محمّد بن يعقوب الكليني في رأس المائة الثالثة ، وكتابه الكافي يشتمل على ستّة عشر ألف حديث وستمائة حديث عن أهل البيت عليهمالسلام .
أقول : الإنصاف إنّ الحنفية أدرى وأجمع لفتاوي إمامهم من الشافعيّة ، والشافعيّة أعرف منهم بفتاوى الإمام الشافعي ، وهكذا أهل كلّ مذهب من المذاهب ، وهذا هو الإنصاف ، لا كابن تيميّة يكابر العيان والوجدان و ينفي وجود رواية في العلم عنهم ولهم ، و يكذّب من يذكر ذلك في ترجمتهم كما عرفت .
وأيضاً في صفحة ١٣١ من الجزء الثاني من منهاج الحشويّة قال : وأمّا قوله : كان ولده الحسن العسكري عالماً زاهداً فاضلاً عابداً أفضل أهل زمانه روت عنه العامة كثيراً ، فهذا من نمط ما قبله من الدعاوي المجرّدة والأكاذيب المثبتة فإنّ العلماء المعروفين بالرواية الذين كانوا في زمن هذا الحسن بن عليّ العسكري ليست لهم عنه رواية مشهورة في كتب أهل العلم . قال : فكيف يقال : روت عنه العامة كثيراً ؟ وأين هذه الروايات ؟ وقوله : إنّه كان أفضل أهل زمانه من هذا النمط (١) ، انتهى .
وقال في صفحة ٢١٣ من الجزء الرابع : إنّ العسكريين ونحوهما من طبقة أمثالهما لم يعلم لهما تبرز في علم ودين (٢) ، انتهى .
أقول : قال السمعاني في كتاب الأنساب الكبير في ترجمة الحافظ الكبير أبو محمّد أحمد بن إبراهيم البلاذري : وكتب بمكّة عن إمام أهل
__________________
(١) منهاج السنّة ٤: ٨٦ ـ ٨٥ .
(٢) نفس المصدر ٨ : ٢٦٣ .