مفقود عندهم و إمّا معدوم عند العقلاء ، وعلى التقديرين فلا منفعة لأحد به لا في دين ولا في دنيا ، فمن علق دينه بالمجهولات التي لا يعلم ثبوتها كان ضالاً في دينه ، لأنّ ما علق به دينه لم يعلم صحته ولم يحصل له به منفعة ، فهل يفعل مثل هذا إلّا جاهل (١) ؟ ! انتهى .
فيه : أوّلاً : أنّ منافعه في الدين والدنيا عند العارفين لا تحصى كما عرفت جملة منها ، فإنّه عليهالسلام أمان لأهل الأرض جميعاً كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (٢) ، وأنّه لولاه لساخت الأرض (٣) ، وأيضاً يدفع اللَّه العذاب العام عن أهل الأرض ببركة وجوده كما كان جدّه كذلك ، قال اللَّه تعالى : ( وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنتَ فِيهِمْ ) (٤) لأنّه من أهل بيت رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله .
قال ابن حجر بعد ذكره : أشار صلىاللهعليهوآله إلى وجود هذا المعنى في أهل بيته لأنّهم أمان لأهل الأرض كما كان هو صلىاللهعليهوآله أماناً لهم (٥) .
ثمّ أقول : قوله صلىاللهعليهوآله : « في كلّ خلف من اُمّتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » ، أخرجه الملّا في الوسيلة (٦) .
ومنها : أحاديث الخلفاء فإنّ قوله صلىاللهعليهوآله : « لا يزال هذا الدين عزيزاً
__________________
(١) منهاج السنّة ٨ : ٢٦٢ .
(٢) اُصول الكافي ١ : ١٧٨ باب أنّ الارض لا تخلو من حجّة .
(٣) انظر دلائل الإمامة للطبري : ٤٣٦ ، وذخائر العقبى : ٢٧ .
(٤) سورة الأنفال ٨ : ٣٣ .
(٥) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤٢ ـ ٤٤٥ .
(٦) وسيلة المتعبّدين ( مخطوط ) ، وانظر ذخائر العقبى : ٢٧ ، والصواعق المحرقة ٢ : ٤٤١ .