رجال يطهّر المهدي الأرض منهم ، وتخرج الرجال الذين اصطفاهم اللَّه للمهدي فإذا خرجوا جاء أمره بالظهور ، وهيأ له كلّ سبب على ما صرّحت به الروايات .
وأمّا انتظار الفرج بظهوره فقد جاء الأمر به وكذلك الدعاء لقوله تعالى : ( قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلَا دُعَآؤُكُمْ ) (١) .
وكلّ ما ذكره ابن تيميّة في التشنيع لا يلحق أولياء المهدي منه شيء ، قل لي يابن تيميّة لو كنت قد تعرفت الحال كما عرفه أهل الحال واعتقدت كما اعتقدوه في الحجّة بن الحسن أنّه المهدي الموعود وكان الحال عندك ما هم عليه من الحبّ والولاء ما كنت تقول لمن دعا اللَّه في تعجيل ظهوره ، وهل في الإسلام أحد من المعتقدين به يعتقد أنّ أمر ظهوره بيد نفسه متى شاء ظهر ؟ ! كلّا بل الكلّ مجمعون أنّه بيد اللَّه لا بيده ، فلا أحسن ولا أوقع من الدعاء وتوقّع الفرج بظهوره ، فلا وقع لهذا التشنيع البارد .
نعم ، لو كان المعتقدون به يقولون : إنّا وعدنا أن إذا دعونا في مدّة كذا يظهر المهدي ، ومضت المدّة كان التشنيع عليهم في محلّه ، وأمّا إذا كان الحال فيه ما ذكرنا فلا وقع للتشنيع إلّا الدلالة على جهل المشنّع .
ثمّ هذا التشنيع لا يخصّ الشيعة بل يعمّ مشايخ أهل السنّة الموافقين في العقيدة للشيعة في محمّد بن الحسن العسكري مثل الشيخ ابن العربي ، وصدر الدين القونوي ، وابن الصبّاغ ، والحافظ الكنجي ، وشيخه (٢) في الطريقة عليّ المتّقي صاحب كنز العمّال ، ومعاصره عبد الوهاب الشعراني ،
__________________
(١) سورة الفرقان ٢٥ : ٧٧ .
(٢) المراد بالشيخ ابن حجر المكّي ، والعبارة مأخوذة من كشف الأستار : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ .