لا طريق للعقل إلى الحكم بعدم ولادته مع إمكانه وصلاحية كلّ وقت لها ، وقد تواتر النقل بتولّده كما عرفت (١) ، ولا مانع من جواز ستره عن أعين الظالمين كرجال الغيب مع أنّ القياس يحكم ببقائه لأنّه أحد الثلاثة من أشراط الساعة كما في الأخبار المتواترة (٢) وهم عيسى والمهدي والدجّال ، واثنان موجودان عيسى عليهالسلام والدجّال مذ زمان ، فيقتضي القياس والمناسبة وجوده عليهالسلام أيضاً ، وكلّ شبهة في وجوده عليهالسلام فهي في وجود الدجّال أيضاً موجودة ، بل الشبهات في الدجّال أزيد ، وقد ثبت في الصحاح وجود الدجّال في حياة رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ، وأنّه باق إلى وقت ظهور المهدي عليهالسلام (٣) ، وقد أخرج مسلم حديثه في صحيحه بطرق ثلاثة (٤) ، وكذلك البغوي في صحاح المصابيح (٥) .
وقال الحافظ الكنجي في الباب الخامس والعشرين من كتاب البيان بعد نقله لحديث الدجّال من طريق عبد الوارث بن عبد الصمد ـ الذي رواه أيضاً مسلم ـ ما لفظه : هذا حديث صحيح متّفق على صحّته (٦) . وقد دلّ على وجود شخص كافر مضلّ في حياة رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ، و إنّه يبقى إلى آخر
__________________
(١) راجع ص : ١٦ وما بعدها .
(٢) انظر مسند أحمد ١ : ٣١٨ ، المستدرك للحاكم ٢ : ٢٥٤ ، وراجع كتاب الفتن لنعيم ابن حماد : ٣٨٦ ، وكتاب السنن الواردة في الفتن للداني ، وكتاب العرف الوردي للجلال السيوطي .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ٦٩٦ / ١٠٩٤ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٢٤٠ ب ١٩ ، سنن أبي داوُد ٤ : ١١٥ / ٤٣١٥ ، الفتن لنعيم بن حمّاد : ٣٦٦ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٥ / ٥٢٨
(٤) صحيح مسلم ٢ : ٢٢٦١ ب ٢٤ .
(٥) مصابيح السنّة للبغوي ٣ : ٤٩٥ .
(٦) البيان الملحق بكفاية الطالب : ٥٢٦ ، البيان الملحق بكتاب إلزام الناصب ٢ : ٤٥ .