ولم يتكلم في سرسامه بكلمة غير مربوطة ، ولا تحرك بحركة منافية ، ولم يؤثر فيه السرسام إلاّ كثرة الصلاة تارة ، وطلب كتابته (١) ليمضي إلى التدريس أخرى .. وكان عند عروض السرسام يصلي قائماً فإذا خفّ سرسامه اعتراه الضعف ووقع ، وقد طلب منّي في أثناء السرسام قلماً وحبراً وقرطاساً .. فأتيت بالقلم والحبر وكان في جيبي مكتوب كتبه إلىّ شخص يظهر فيه فقره وحاجته ويطلب ما يدفع ضرورته ، وكان مطوياً ففضّه وطالع فيه وانتقل إلى مراد كاتبه ، واخذ القلم بيده وكتب في صدر الصفحة ماصورته :
بسم الله تعالى
أعطيت الرجل المسطور في المتن عشرين قراناً .. تقبل الله منّي.
حرّره الأقل محمّد حسن المامقاني. انتهى.
فأخذني التعجب من أنّه في سرسامه أيضاً لا يغفل عن الله تعالى ، ويلحق الإخبار بالعطاء بدعاء القبول.
والثاني : مرض النوبة الكراثية (٢) ; تمرّض بها بعد مرض المحرقة بسنة ، واشتدّ مرضه إلى أن آيست منه ليلة ، وكان قد مضى من الليل قرب ثلاث ساعات فلم أجد بداً إلاّ أنّي اغتسلت ولبست أطهر ثيابي ومضيت إلى الحضرة الشريفة العلويّة .. فوجدتهم يريدون غلق الباب ، فلمّا رأوني عرفوا أنّي أتيت طالباً للشفاء .. ففتحوا الباب ودخلت ولزمت القفل الشريف وأخذت
__________________
يشتد ، ويكون في الرأس يحدث ورماً فيه ويصاحبه هذيان ، وقد يكون بدون هذه العوارض .. لاحظ عنه فرهنگ معين ٢/١٨٦٦ ، ٤/٤٤٠٩ـ ٤٤١٠ وفرهنگ دهخدا ٢٩/٤٥٥ وغيرهما.
(١) أي أوراق ملاحظاته الّتي اعدها لإلقاء دروسه.
(٢) مرض النوبة الكراثية : وهي نوع من الحمى يتاخمها رجف وألم شديد يتناوب على المريض شدّة وضعفاً ، لاحظ : لغتنامه دهخدا ٤٧/٨٢٢ ، نقلاً عن عدّة مصادر.