فمن ذلك ما أنشده السيّد الحسيب والسند الأديب والفاضل اللبيب السيّد مهدي البغدادي (١) في رثائه قدّس سرّه ، وهي هذه (٢) :
ما شئتَ يا دهرُ لاتبقي ولا تذرُ(٣) |
|
فقد أطاعك (٤) فيما شئته القدرُ |
وقد رميت بني الدنيا بصاعقة |
|
كادت لرنّتها (٥) الأفلاك تنحدرُ |
__________________
(١) هو : أبو صالح السيّد مهدي بن محمّد بن حسن البغدادي الكراري النجفي الشهير بـ : أبي الطابو (١٢٧٧ ـ ١٣٢٩ هـ) من أحفاد الإمام الكاظم عليه السلام ، شاعر معروف ، وأديب جريء ، وفاضل أديب ، ولد ببغداد ونشأ. في بلد العلم ومهد الأدب ، وكانت داره ندوة أدبية للشعراء وروّاد الأدب ، له جملة مؤلّفات منها : اللّؤلؤ والمرجان ، ومجموعة من الأراجيز في المعاني والبيان والنسب.
وقال في المعارف ٢/١٤٢ : توفّي في النجف في شهر رجب سنة ١٣٢٧ وأقبر فيه.
له ترجمة مفصّلة في معارف الرجال ٢/١٣٦ ـ ١٤٢ برقم ٤٨٢.
شعراء الغري ١٢/١٧ ـ ١٠٨ ، وأخرى مفصّلة في الحصون ٢/٦٩ ، الروض النضير للنقدي : ٢٢٢ ، معارف الرجال ٢/١٣٦ ـ ١٤٢ برقم ٤٨٢ .. وغيرها.
(٢) جاءت الأبيات الثلاث الأوّل في معارف الرجال ٢/١٣٩ وبعض أبياتها في ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، وجلّها في شعراء الغري ١٢/٦٥ ـ ٦٦. وكلّ القصيدة بزيادة بيت ونقص آخر ـ كما أشرنا له ـ جاء في المجموعة الكبيرة المخطوطة للشيخ الاردوبادي رحمه الله.
(٣) جاء صدر البيت في شعراء الغري هكذا : يا دهر ما شئت من تبقي ومن تذر .. وكذا في معارف الرجال ٢/١٣٩ ، إلاّ أنّ ذيله : .. فقد أطاعك فيما شنّه القدَر.
وفي ماضي النجف وحاضرها جاء صدر البيت هكذا : ما شئت يا دهر من تبقي ومن تذر ..
(٤) في المجموعة الكبيرة : اطاعتك .. وهاهنا أولى وزناً ومعنى.
(٥) في شعراء الغري : لرميتها.