والعسكريين عليهم الصلاة والسلام ، وأخذت بعد الرجوع في الاشتغال على ذلك النمط إلى أن عثرت في اليوم الثامن من ربيع الأوّل ـ قريب الغروب ـ على عبارة في الجواهر لم أفهم المراد بها ، فقلت في نفسي : دعني أمضي وأزور باب مدينة العلم وأرجع لعلّ الله يسهّل عليّ ، فلمّا رجعت حدّثتني نفسي بأن أسأل الشيخ الوالد قدّس سرّه عن المراد واترك الاشتغال في تلك الليلة لكونها ليلة التاسع من الربيع ، والتزم بالأنس مع العيال! ـ لأ نّي كنت قريب عهد بها ـ ، ولم أكن إلى تلك الليلة سائلاً الوالد قدّس سرّه ولا غيره شيئاً له تعلّق بكتابتي تلك ، فمضيت إليه واستخبرت المراد منه .. فلاحظ يسيراً وقال : ما أدري ما يقول ولا حالة لي للتأمّل ..! وظنّي أنّه قدّس سرّه قال ذلك إلزاماً لي على الجد والجهد بنفسي ، فلمّا قال ذلك ضاقت عليّ الدنيا وأظلمت في عيني ، فقلت في نفسي ـ مخاطباً إياه قدّس سرّه ـ : أنت ما تدري فممّن أستعلم المراد؟ فمضيت إلى الحجرة ـ وكانت ليلة شديدة الحرّ ـ وألزمت نفسي أن لا آكل ولا أنام إلى أن أفهم المراد بنفسي ، فكرّرت النظر ولم أزل على ذلك إلى أن نلت المراد قبل الفجر بساعتين ، فحرّرت ما فهمته وما يقتضي ، ثمّ عزمت من تلك الليلة على الاشتغال بالشرح المذكور خاصّة ليلاً ونهاراً في أيام التعطيل والتحصيل جميعاً ملتزماً بعدم مراجعة أحد حتّى الوالد قدّس سرّه في مطلب أشكل عليّ فهمه ، والحمد لله الّذي وفقني لإتمامه.
والأسف كلّ الأسف على سرقة بعض من لا مروة له نيفاً وعشرين جلداً (١) وإتلافه لها وبقاء النسخة ناقصة ، وانكسار خاطري الموجب لعدم التمكن من تحرير الناقص مرّة أخرى إلاّ مقدار أربع مجلّدات من الصلاة بالاستقلال ويسيراً من تعليق أوّل الطهارة ، ويسيراً من الغصب والحدود ، وعمدة الأسف
__________________
(١) الظاهر : مجلداً .. وكذا في الموارد الاتية في الصفحات القادمة.