لسعد الدين على الأنموذج أنّ المطابقة لا تعتبر بين الصفة المقطوعة وبين موصوفها ، فلمّا وجد عجز أستاذه عمّا هو عارف به أعرض عنه.
ثمّ إنه قدّس سرّه لمّا توفّي صاحب الفصول سنة ألف ومائتين وخمس وخمسين ـ وكان عمره الشريف يومئذ سبع عشرة سنة ـ انتقل إلى النجف الأشرف وسكن الحجرة الشريفة (١) من الصحن المطهّر ـ الّتي هي فوق باب المدرسة (٢) ، الّتي هي في عكس القبلة (٣) ـ. وكانت حجرات الصحن الشريف مجمع الفضلاء ومسكن المشتغلين ، كما أنّ أصل بنائه كان لذلك ، فأخذ يشتغل قدّس سرّه بها ، وكان يومئذ زمان رئاسة الشيخ الأجلّ صاحب الجواهر قدّس سرّه (٤).
__________________
(١) كذا ، والظاهر : الشرقية.
(٢) يحدّثنا عنها السيّد النجفي القوچاني في كتابه سياحت شرق : ٢٩٢ ـ ما ترجمته ـ : .. في ذلك الضلع الشمالي قرب باب المرافق العامّة باب تنتهي إلى مدرسة حقيرة وخربة ، تحوي عشر غرف في طابقيها ، ينفتح بابها على الصحن ..
ويقول الشيخ محبوبة في ماضي النجف وحاضرها عنها ٢/٢٥٢ : .. وهي الحسينية الحاضرة اليوم! ..
وقال في نقباء البشر ١/٤٠٩ : .. ونزل في مدرسة الصحن الغروي يوم كان [كذا] من أهم مدارس النجف ، وكانت حجره مكتظة بالأعلام والفطاحل والأفاضل ..
(٣) يقول الشيخ حرز الدين في ترجمة الشيخ محمّد حسن نقلاً عن الشيخ الجدّ ـ كما في معارف الرجال ١/٢٤٤ ـ : .. وإنّ الشيخ والده ـ كان في حادثة نجيب باشا العثماني سنة ١٢٥٨ في أهالي كربلاء ـ في النجف بقرينة سنة حجه ، وشاع في الأوساط النجفية أنّ الأستاذ الفاضل الإيرواني هو الّذي التمس الشيخ حسن على أن يعدل عن إقامة كربلاء إلى النجف الأشرف ، ثمّ قال : وقد هيأ الشيخ الإيرواني كلّ ما يحتاج إليه المترجم له.
(٤) أقول : الشيخ محمّد حسن النجفي صاحب الجواهر (١٢٠٢ ـ ١٢٦٦ هـ) ابن الشيخ باقر بن الشيخ عبد الرحيم بن الأغا محمّد الصغير بن الأغا عبد الرحيم النجفي.
الفقيه الأعظم ، ورئيس الإماميّة في عصره ، أستاذ العلماء والمحقّقين ، من فقهاء الشيعة الاثني عشرية ، له ترجمة مبسوطة في كتب التراجم وعرف بالجواهر الّتي بقي في ـ