وقد نقل لي ـ نوّر الله مضجعه ـ مراراً أنّه كان في ذلك الزمان بعد نصف الليـل في البلدة دويّ كدويّ النحل ، وأنّ الناس كانوا بين مصلّ وداع ومتضـرع وباك .. فوا أسفاه عـلى ذلك الزمان وواسوأتاه على هذا العصر (١)!!.
ثمّ إنّه قدّس سرّه منذ كان مشغولا بالتحصيل إذ وقعت وقعة كربلاء ـ الّتي هي إحد] ى [وقعات تلك البلدة المطّهرة ـ وهي الغارة المعروفة بـ : النجيب باشائية (٢) الواقعة ساعتين قبل الصبح تقريباً من ليلة الجمعة
__________________
ـ إلى إيران بذلك ، ولو كان فلم يكن من مبرزي تلامذته وقد وافى العراق بعد رحيل صاحب الجواهر بأربع سنين (سنة ١٢٧٠ هـ) فلا نعلم متى تتلمذ عليه ، ولو كان لأشار له شيخنا الجدّ طاب ثراهما هنا.
(١) لقد حدّثني أكثر من واحد نقلاً عن الشيخ الجدّ الأكبر أنّه قال : لقد تشرّفت سحر ليلة من شهر رمضان إلى الحرم العلوي الشريف على صاحبه وآله آلاف التحية والثناء ، وهو مكتظ بالمصلّين لصلاة الليل وغيرها ، فكان أن عدّدت منهم أكثر من خمسين مصلّياً ممّن يقرأ دعاء أبي حمزة الثمالي رحمه الله في قنوت صلاة الوتر عند رأس مولى الموحّدين أمير المؤمنين عليه السلام عدا ما كان يقرؤه من كتب الدعاء ..!
(٢) وهي من أشهر وقائع كربلاء ، حيث طغى الوالي العثماني نجيب پاشا يوم الغدير من سنة ١٢٥٨ [١٨٤٢م] وسمّي بـ : غدير الدم ، بعد أن هجم على أرض كربلاء المقدّسة ، وسلطت القوات العثمانية مدافعها على سور البلد من جهة باب الخان ، وفتحت ثغرة واسعة فيه ، وبعد معركة طاحنة دامية فتحها وقتل أهلها ، ونهب وأحرق أموال مجاوريها ، قيل : يزيد من قتل فيها على العشرة آلاف مابين مسلم ومسلمة ، بل قيل سقط فيها من القتلى ثمانية عشر ألفاً ، وقيل : أربعة وعشرون ألفاً. وأسر ونهب وسلب و ..
لاحظ : صور من تاريخ الواقعة في العصور المظلمة لجعفر الخيّاط ١/٣٠٨ ، ومفصّلاً في العبقات العنبريّة في الطبقات الجعفريّة لكاشف الغطاء : ٣٠٦ ـ ٣١٦ ، وتسخير كربلاء : ٤٧ وغيرها.
يحدّثنا الشيخ حرز الدين في معارف الرجال ١/٢١٤ عنها ، حيث قال أنّه : ـ