الحادية عشرة من ذي الحجّة الحرام سنة ألف ومائتين وثمان وخمسين ، المؤرّخة بــ : (غدير دم) ، حيث هجم النجيب [كذا] باشـا مع العساكـر بـأمـر الدولة العثمانية على البلدة ، وقتل أهلها قتلا عاماً حتّى جرى الدم في الصحن الشريف والسكك ـ كوقعة الطفّ ـ ، ووقعت قبلها وقعة الوهّابي ، حيث خرج من أرض نجد واخترع ما اخترع في الدين ، وأباح دماء المسلمين ، وأغار سنة ألف ومائتين وستّ عشرة على مشهد الحسين عليه السلام ، وقتل الرجال والأطفال وأخذ الأموال ، وعاث في الحضرة المقدّسة فخرّب بنيانها ، وهدم أركانها ـ على ما أرّخه السيّد الجليل صاحب مفتاح الكرامة في آخر جلد الضمان (١) ـ ، وجاء بعد ذلك مراراً أُخر
__________________
ـ كتب الوالي نجيب باشا إلى المترجم ـ أي الشيخ حسن بن جعفر صاحب كشف الغطاء (١٢٠١ ـ ١٢٦٢ هـ) كتاباً وفيه : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ) [سورة الرحمن (٥٥) : ٣١؟] .. عندئذ خرج المترجم له لملاقاة الوالي في كربلاء وبصحبته جماعة من أهل الفضل والدين ، ومنهم الفقيه الشيخ حسن الفرطوسي ـ وكان كهلاً ـ ، ولمّا قاربوا كربلاء رجع البعض لما شاهدوه من الجيوش المجمّعة وبقي نفر يسير .. في قصة طويلة من أراد راجعها ، وفصل القصة ولد الشيخ عبّاس الصغير ولد الشيخ حسن كاشف الغطاء في رسالة خاصّة عن حياة أبيه سمّاها : نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري ـ وقد استعارها شيخنا الطهراني ـ ونقل الواقعة عنها مفصّلاً في الكرام البررة ١/٣١٨ ، فراجع.
(١) مفتاح الكرامة ٥/٥١٢ آخر كتاب الصلح قال : .. لإتمام هذا الجلد في أوّل شهر ربيع الأوّل سنة ١٢٢١ ـ ألف ومائتين وإحدى وعشرين من الهجرة ـ مع تشتت الأهوال ، واشتغال البال بما نابنا من الخارجي الملعون في أرض نجد ، فإنّه اخترع ما اخترع في الدين ، وأباح دماء المسلمين ، وتخريب قبور الأئمّة المعصومين عليهم صلوات رب العالمين ، فأغار سنة ١٢١٦ ـ ستّة عشر ـ على مشهد الحسين عليه السلام وقتل الرجال والأطفال ، وأخذ الأموال وعاث في الحضرة المقدسة ، فخرّب بنيانها ، وهدّم أركانها .. وفي السنة الحادية والعشرين في الليلة التاسعة من شهر صفر قبل الصبح بساعة هجم ـ