.. لا لشيء إلاّ لمجرد الخوف على ما ابقاه لنا السلف الصالح ، والحرص من تلفها أو فقدها ..
كما وقد قام في هذا السبيل بالاهتمام الكبير بطبع مؤلّفات علمائنا الأبرار ولا سيما القديم والنادر منها ، ولذا قام بتأسيس (الشركة المتحدة) والّتي سندرج بنودها فيما بعد والّتي تبدّلت فيما بعد إلى المطبعة الحيدريّة لصاحبه المرحوم الشيخ صادق الكتبي التبريزي ، ثمّ ولده الشيخ محمّد كاظم .. فدفع رأس مال من سهم الإمام عليه السلام لتأسيسها كي تقوم بنشر الكتب وتكثيرها ..
قال في كتاب آئينه رستگارى (١) : ما ترجمته : .. وكان لآية الله المامقاني ـ عدا التأليف ـ آثار مهمة جداً نعرض عن ذكرها فعلاً ..
* * *
وها نذكر لك واحدة منها فعلاً ; إذ ورد في ديباجة كتاب مرآة الكمال لمن رام درك صالح الأعمال (من طبعته الحجرية سنة ١٣٤٢ هـ) ما نصه : .. ثمّ لا يخفى عليك أنّه لما ورد بطريق صحيح عن أهل البيت عليهم السلام إنّه : إذا مات ابن آدم انقطع عنه [كذا] إلاّ ثلاث : علم ينتفع به ، وولد صالح ، وصدقة جارية .. وكان أحسن الصدقات الجارية طبع كتب العلم لكونها أبعدها فناء ، وأدومها بقاء ، وكون نشرها خدمة للدين المبين ، عقد جمع شركة بدفع كلّ منهم مقداراً لطبع الكتب الدينية .. ولما أحبّوا الجمع بين الخدمة للدين ، والخدمة لجنابه (مدّ ظله) نقلوا مجموع ما جمعوه إليه مد ظلّه العالي بعقد لازم بشرط أن يطبع به الكتب الدينية ويباع [كذا] ويطبع بالثمن كتاب آخر .. وهكذا إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها ، مقدماً مصنفاته ومصنفات حضرة والده الشيخ العلاّمة أنار الله برهانه وأعلى في فراديس الجنان مقرّه ومقامه على غيرها.
__________________
(١) أئينه رستگارى (ترجمة مرآة الرشاد) : ٢٢٣.