وكان قدّس سرّه منصفاً مع من حسن كلامه (١) ، وكان من إنصافه أنّه كان
__________________
ـ المواج بأنواع العلوم الإسلامية ، والمشهود [كذا] في حلّ العبارات المشكلة ، والمطالب العلمية الغامضة ، والقاموس الناطق في بيان معضلات اللغة ، والعلماء عرفوا نية هذا الشخص ، ونهاه أصدقاؤه عن هذا العمل ونصحوه وزجروه ، وهو لم ينزجر ولم يقبل ، وأصرّ على هذه الصفة الخبيثة ، ولم تطل أيامه وقصر عمره ، وانقضت مدته ، وابتلي بمرض صعب العلاج في مدّة يوم وليلة ومات في أيام شبابه وأوائل نبوغه وأوانه ، ولم يشكّ أحد أنّه لم يكن هذا الأمر إلاّ بسبب إساءة الأدب مع الشيخ قدّس سرّه.
الأنوار النعمانية ٣/٩١ ـ ٩٢
ومن هذا الباب; ما ذكره سيّد الأعيان فيه ١٠/٣٥٣ من أنّه اجتمع به عدّة مرّات ، منها في مسجد الشيخ جعفر وكان يدرس فيه [لا نعلم بتدريسه هناك!] فتكلّم رجل من ضعفاء العرب بعيد عن العلم ، فقال الشيخ : (خدا بيامرزد صاحب شمسية را) أي رحم الله صاحب الشمسية.
وقال في ذلك المجلس : (خطيب اصوليين وشاهزاده شيرين صاحب المعالم فرمود) قال : وامر خطيب الاصوليين والاسد بن الاسود ..!
ومنها : إنّه كنّا في مجلس فيه الشيخ ، فقال : أنا كنت فقيراً ، واذا حصل بيدي خبز وجبن اعدها نعمة كبرى ، فلمّا تزوجت عربية! ـ وكان متزوجاً بعلوية عربية ـ درّت عليّ الأرزاق فصرت آكل شلة الماش!
(١) وممّا يشهد له بذلك ما حدّث به السيّد الأمين في الأعيان ٥/١٥١ أنّه قال : .. جرى يوماً في مجلس هو فيه .. ، وأنا حاضر .. ذكر ابن أبي الحديد ، فقال : يقال : إنّه شيعي وأظهر الاعتزال تقية. فقلت : هذا ما لا يكون ، إذ لم يسمع ولم يعقل أنّ عالماً اتقى في مؤلّفاته فأودعها خلاف عقيدته ، وهو قد صرّح بمذهبه في كتابه وأشعاره .. فقال : هو كذلك.
وكرر هذا في الاعيان أيضاً ١٠/٣٥٣ بقوله : ومنها : إنّه جاء لوداع رجل تركي يريد السفر ـ لنا به علاقة نسائية [كذا] يسمى الشيخ عبدالنبي ـ فجرى ذكر ابن أبي الحديد ، فقال : يقولون إنّه شيعي ، وكان يتستر بالاعتزال! فقال : هذا ما لا يصح; لأ نّه صرّح بالاعتزال في شعره فقال :
ورأيت دين الاعتزال وأنني |
|
اهوى لأجلك كلّ من يتشيع |
وفي مؤلفه شرح النهج ، ولم يسمع أنّ أحداً من علماء الشيعة أظهر خلاف معتقده في كتاب أو شعر قد يظهر ذلك من كلامه .. فقال : نعم ، الامر كما قلت!. فتأمّل.