أهل بيت نبيّه عليهالسلام ويبقر ببطنه (١) على الخشبة.
فقال ميثم : وإنّي (٢) لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه فيقتل ويجال برأسه في الكوفة ، ثم افترقا.
فقال أهل المجلس : ما رأينا أحدا أكذب من هذين. قال : فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا : قد افترقا وسمعنا يقولان كذا وكذا.
فقال رشيد : رحم الله ميثما ، نسي : ويزداد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم ، ثم أدبر. فقال القوم : هذا والله أكذبهم.
فقال القوم : والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأينا ميثما مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث! وجئ برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين عليهالسلام! ورأينا كلّ ما قالوا.
وكان حبيب من السبعين الرجال الّذين نصروا الحسين عليهالسلام ، ولقوا جبال الحديد ، واستقبلوا الرماح بصدورهم ، والسيوف بوجوههم ، وهم يعرض عليهم الأمان والأموال فيأبون ويقولون : لا عذر لنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ان قتل الحسين عليهالسلام ومنّا عين تطرف ، حتى قتلوا حوله.
ولقد خرج حبيب بن مظاهر (٣) يوم الطف وهو يضحك فقال له برير (٤) ابن حصين الهمداني ـ وكان يقال له سيد القرّاء (٥) ـ : يا أخي ليس هذا ساعة
__________________
(١) في نسخة « ش » : بطنة.
(٢) في نسخة « ش » : إنّي.
(٣) في نسخة « م » : المظاهر.
(٤) في المصدر : زيد ، وفي نسخة منه : برير.
(٥) في النسخ : القرى ، وما أثبتناه من المصدر.