٢٢٨ : إن أحقّ الناس أن يتمنّى للناس الغنى البخلاء ، لأن الناس إذا استغنوا كفّوا عن أموالهم ، وأحقّ الناس أن يتمنّى للناس الصلاح أهل العيوب ، لأن الناس اذا صلحوا كفّوا عن تتبّع عيوب الناس ، وأحقّ الناس أن يتمنّى للناس الحلم أهل السفه ، الذين يحتاجون الى أن يعفى عن سفههم ، فأصبح أهل البخل يتمنّون فقر الناس ، وأصبح أهل العيوب يتمنّون معايب الناس ، وأصبح أهل السفه يتمنّون سفه الناس ، وفي الفقر الحاجة الى البخيل ، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب ، وفي السفه المكافاة بالذنوب.
٢٢٩ : ثلاثة من عاداهم ذلّ : الوالد ، والسلطان ، والغريم (١).
٢٣٠ : مطلوب الناس في الدنيا الفانية أربعة : الغنى ، والدعة ، وقلّة الاهتمام ، والعزّ ، فأمّا الغنى فهو موجود في القناعة ، فمن طلبه في كثرة المال لم يجدها ، وأمّا قلّة الاهتمام فموجودة في قلّة الشغل ، فمن طلبها مع كثرته لم يجدها ، وأمّا العزّ فموجود في خدمة الخالق ، فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده.
٢٣١ : وجدت علم الناس كلّهم في أربعة : أوّلها أن تعرف ربّك ، والثاني أن تعرف ما صنع بك ، والثالث أن تعرف ما أراد منك ، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.
٢٣٢ : اذا فشت أربعة ظهرت أربعة : اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل ، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية ، وإذا جار الحاكم في القضاء امسك القطر من السماء ، وإذا خفرت الذمّة نصر المشركون على المسلمين.
٢٣٣ : إن الصبر والبرّ والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء.
٢٣٤ : أربعة تذهب ضياعا : الأكل بعد الشبع ، والسراج في القمر ،
__________________
(١) الخصال ، للصدوق ، باب الثلاثة.