الشارع ، كأن يخرج شرفة عليه أو في أرضه بحفر سرداب تحته ، ولكن كل ذلك مشروط بعدم الإضرار بحق المارّة. ولكن هناك بعض الطرق التي تكون ملكاً لأشخاص معينين ، كالتي تكون بين البيوت وهذه ليست عامة لكل الناس فلا يجوز التصرف فيها إلا برضى أصحابها.
ومما ينبغي ذكره أنه يجوز لكل أحد الانتفاع من الشوارع والطرق العامة كالجلوس أو النوم أو الصلاة أو البيع أو الشراء أو نحو ذلك ما لم يكن مزاحماً للسابلة ، وليس لأحد منعه عن ذلك وأزعاجه ، كما أنه ليس لأحد مزاحمته في قدر ما يحتاج إليه لوضع متاعه ووقوف العاملين ونحو ذلك.
أما المساجد ، فيجوز لكل مسلم أن يتعبد ويصلي في المسجد ، وجميع المسلمين فيه شرع سواء (١) ، ولا يجوز لأحد أن يزاحم الآخر فيه إذا كان الآخر
______________
(١) نقل لي الأستاذ السيد ثامر العميدي ـ مدير مركز الرسالة حالياً ـ بأنه في فترة تواجده في السعودية بمخيم اللاجئين العراقيين بمنطقة رفحاء سنة ١٩٩٢ م ( على أثر الانتفاضة الشعبانية ضد طاغية العراق الذي ولّىٰ في مزابل التاريخ بلا رجعة ) ، أنّه ذهب إلى محافظة رفحاء مع بعض العراقيين وبإذن من سلطة المخيّم ، وكان برفقتهم ثلاثة من جنود المخيّم ، ولما حان وقت صلاة المغرب ، توجهوا إلى مسجد رفحاء للصلاة ، وأخذوا موقعهم في آخر صف من صفوف المصلين ، ثم دخلوا في الصلاة ، ولكنهم اُخرجوا من المسجد بالدفع والكلمات البذيئة ، وهم ما بين راكع وساجد ، بحجّة أنّهم من الرافضة !!!
قال : وللانصاف ، إنّ الجنود الثلاثة رفضوا هذا الفعل الهمجي ، واستنكروه ، وقالوا لإمام المسجد ، إنّهم مسلمون ، وإنّهم من ضيوف الملك ، ولكنه أبى إلا أن نخرج من المسجد ، وأضاف السيد العميدي قائلاً : ولا أدري هل تم تطهير مكاننا بعد خروجنا من المسجد أو لا ؟!