وقد روى علماء العامة ما يؤيد ذلك أيضاً. فقد روى الترمذي في سننه عن ابن عباس قال : « جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. قال : فقيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد أن لا يحرج أمته » (١).
ثم قال الترمذي : وفي الباب عن أبي هريرة ، قال أبو عيسىٰ ـ يعني الترمذي ـ : حديث ابن عباس قد روي عنه من غير وجه رواه جابر بن زيد ، وسعيد بن جبير ، وعبد الله بن شقيق العقيلي (٢).
وكذلك أخرج البخاري ومسلم وغيرهما ، عن ابن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله صلى بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء (٣).
ولقد أخذ كبار الصحابة هذه المسألة أخذ المسلمات بسبب ما كانت تتمتع به من وضوح ، لا سيما بعد فعل النبي صلىاللهعليهوآله لذلك مراراً وتكراراً ، فهذا عبد الله بن
______________
(١) سنن الترمذي ١ : ٣٥٤ ـ ٣٥٥ / ١٨٧ باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر من أبواب الصلاة.
(٢) علق الشيخ أحمد محمد شاكر في هامش حديث الترمذي بقوله : « والترمذي لم يبين درجة هذا الحديث من الصحة ، وهو حديث صحيح ، رواه مالك وأحمد وأصحاب الكتب الستة وغيرهم ».
(٣) صحيح البخاري حديث (٥٤٣) باب (١٢) تأخير الظهر إلى العصر من كتاب مواقيت الصلاة ، وحديث (٥٦٢) باب ١٨ باب وقت المغرب من كتاب مواقيت الصلاة ، وحديث (١١٧٤) باب ٣٠ باب من لم يتطوع بعد المكتوبة من أبواب التهجد ، وصحيح مسلم حديث ٧٠٥ (٥٦) باب ٦ باب الجمع بين الصلاتين في الحضر من كتاب الصلاة.