جسده من أثر الخلوق والطيب وغيره ، قال : لا بأس » (١).
وفي رواية الكليني عن محمّد بن يحيى « الطراز » بدل « الظرب » (٢) وفي الوافي « الطرار ». قال في البيان الذي عقب به الحديث : الخلوق بالفتح ضرب من الطيب وهو الذي يستثني للمحرم من أنواع العطر فيه تركيب. واللكد بالمهملة اللزج اللصيق ، وفي التهذيب (٣) : اللزق والطرار بالمهملات ما يطين به ويزين (٤).
ولم يظهر لتلك الكلمة معنى مناسب للرواية ، لأن الطرار هو ما يزين به ولو بالتعليق وليس ممّا يلصق البدن ، والطراز بمعنى الطرز والنمط أي الأُسلوب ، ولا يناسب الرواية لأنها في مقام التمثيل للكد. والظرب بمعنى ما يلصق ، وهو أيضاً غير مناسب للرواية ، لأنها في مقام التمثيل للكد الذي هو بمعنى ما يلصق فكيف يمثل له بما يلصق فلم يظهر معنى هذه الكلمة ، ولعلّها كانت في تلك الأزمنة بمعنى مناسب للرواية. وعلى الجملة : إن لهذه الكلمة الواردة في صحيحة إبراهيم بن أبي محمود احتمالات لا يتناسب شيء منها للرواية.
نعم المنقول في نسخ الوسائل « الظرب ». وعن الكليني « الطراز » ، ولكن النسخ مغلوطة قطعاً ، فإن الكلمة ليست بالظاء بل بالضاد ، والضرب بمعنى العسل الأبيض الغليظ كما في اللّغة ، وفي مجمع البحرين ذكر الحديث نفسه في مادة « الضّرب » (٥) وهذا أمر يناسب الرواية كما لا يخفى بخلاف الظرب الذي هو بمعنى اللاصق فإنه كما ترى لا يناسبها بوجه. وأما الطرار فهو جمع الطرة ولم نر استعماله مفرداً ، وقد جعله في
__________________
(١) الوسائل ٢ : ٢٣٩ / أبواب الجنابة ب ٣٠ ح ١.
(٢) الكافي ٣ : ٥١ / ٧.
(٣) راجع التهذيب ١ : ١٣٠ / باب حكم الجنابة وصفة الطّهارة منها ، ح ٣٥٦ ، مع تعليقه.
(٤) الوافي ٦ : ٥١٠ / ٤٨١٢.
(٥) مجمع البحرين ٢ : ١٠٦.