من مفاوز قفار متصلة وجزائر بحار منقطعة ومهاوي فجاج عميقة حتى يهزوا مناكبهم ذللا يهللون لله حوله ويرملون على أقدامهم شعثا غبرا له قد نبذوا القنع والسرابيل
______________________________________________________
لِلنَّاسِ » (١) المثابة هاهنا الموضع الذي يثاب إليه من ثاب يثوب مثابة ومثابا أي رجع.
وقيل : إن الثاء فيه للمبالغة كما (٢) قالوا : نسابة.
وقيل : إن معناهما واحد كما قالوا مقام ومقامة ، وقوله تعالى« مَثابَةً لِلنَّاسِ » (٣) ذكر فيه وجوه.
فقيل : إن الناس يثوبون إليه كل عام أي : ليس هو مرة في الزمان فقط على الناس.
وقيل : معناه أنه لا ينصرف عنه أحد وهو يرى أنه قد مضى منه وطرا فهم يعودون إليه.
وقيل : معناه ويحجون إليه فيثابون عليه.
وقيل : مثابة أي معاذا وملجأ.
وقيل : مجمعا والمعنى في الكل يؤول إلى أنهم يرجعون إليه مرة بعد مرة (٤).
وقال ابن أبي الحديد : « النجعة » طلب الكلام في الأصل ثم تسمى كل من قصد أمرا يروم النفع فيه منتجعا.
قوله عليهالسلام : « ثمار الأفئدة » قال ابن أبي الحديد : ثمرة الفؤاد هي سويداء القلب ، ومنه قولهم للولد هو ثمرة الفؤاد.
وأقول : الظاهر أنه إشارة إلى ما ورد في بعض الأخبار في قوله تعالى« وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ » (٥) أن المراد بها ثمرات القلوب.
__________________
(١ و ٣) سورة البقرة : ١٣٥.
(٢) هكذا في الأصل : وفي المجمع كما قيل.
(٤) مجمع البيان : ج ١ ـ ٢ ص ٢٠٢.
(٥) سورة إبراهيم : ٣٧.