ودع عنك هذا إن الله سبحانه وتعالى يقول : «ولا تنابزوا بالالقاب» ولعل الرجل يكره هذا.
٩ ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر ، عن يحيى الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لا يطمعن المستهزئ بالناس في صدق المودة (١).
أقول : قد مضى في باب جوامع المساوي.
١٠ ـ فس : «يا أيها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن» فانها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب وكانت زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله وذلك أن عائشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمان وتقولان لها : يا بنت اليهودية ، فشكت ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لها : ألا تجيبينهما؟ فقالت : ماذا يا رسول الله؟ قال : قولي أبي هارون نبي الله وعمي موسى كليم الله ، وزوجي محمد رسول الله ، فما تنكران مني؟ فقالت لهما.
____________________
بنى زهرة ، كان غزير البحر ، لطيف المعانى ، سهل الالفاظ ، قليل التكلف وأكثر شعره في الزهد والامثال ، ولاشعاره أوزان طريفة قالها ممالم يتقدمه الاوائل فيها ، ثم نقل عن الصولى في تلقيبه بأنه قال المهدى يوما لابى العتاهية : أنت انسان متحذلق معته ، فاستوت له من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه وكنيته ، وسارت له في الناس قال : ويقال للرجل المتحذلق وهو المتكيس المتنطرف عتاهية ، كما يقال للرجل الطويل شناحيه ، وقيل أنه كنى بابى العتاهية أن كان يحب الشهرة والمجون والتعته.
أقول : قال الجوهرى ، قال الاخفش : رجل عتاهية ، وهو الاحمق ، وقال الفيروز ابادى : العتاهية ضلال الناس كالعتاهة والاحمق ، وقال في اللسان : وأبوالعتاهية : الشاعر المعروف .. لقب بذلك لان المهدى قال له : أراك متخلطا متعتها وكان قد تعته بجارية للمهدى ، وكيف كان هذا اللقب من الالقاب الذميمة ولذلك نهى عليه السلام عن تسمية الرجل بذلك وقال : هات اسمه لا لقبه.
(١) الخصال ج ٢ ص ٥٣ في حديث.