إلا وقد كان خارجين ، وقيل : أيما مبتدأ ولا يصطلحان حال عن فاعل مكثا ، وإلا مركب من إن الشرطية ولا النافية نحو «إلا تنصروه فقد نصره الله» ولم يكن بتشديد النون مضارع مجهول من باب الافعال وتكرار للنفي في «إن لاكانا» مأخوذ من الكنة بالضم وهي جناح يخرج من حائط أو سقيفة فوق باب الدار ، وقوله : فأيهما جزاء الشرط والجملة الشرطية خبر المبتدأ ، أي أيما مسلمين تهاجرا ثلاثة أيام إن لم يخرجا من الاسلام ولم يضعا الولاية والمحبة على طاق النسيان فأيهما سبق الخ وإنما ذكرنا ذلك للاستغراب مع أن أمثال ذلك دأبه رحمهالله في أكثر الابواب ، وليس ذلك منه بغريب ، والمراد بالولاية المحبة التي تكون بين المؤمنين.
٦ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع أحدهم عن دينه ، فاذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وتمدد ثم قال : فزت ، فرحم الله امرءا ألف بين وليين لنا ، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا (١).
بيان : في القاموس أغرى بينهم العداوة : ألقاها ، كأنه ألزقها بهم «ما لم يرجع أحدهم عن دينه» كأنه للسلب الكلي ، فقوله : إذا فعلو! للايجاب الجزئي ويحتمل العكس ، وما بمعنى مادام ، والتمدد للاستراحة وإظهار الفراغ من العمل والراحة «فزت» أي وصلت إلى مطلوبي.
٧ ـ كا : عن الحسين بن محمد ، عن علي بن محمد ، عن سعيد ، عن محمد بن مسلم عن محمد بن محفوظ ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لايزال إبليس فرحا ما اهتجر المسلمان ، فاذا التقيا اصطكت ركبتاه وتخلعت أوصاله ، ونادى : يا ويله ما لقي من الثبور (٢).
بيان : اصطكاك الركبتين اضطرابهما وتأثير أحدهما للاخر ، والتخلع التفكك والاوصال المفاصل ، أو مجتمع العظام ، وإنما التفت في حكاية قول إبليس عن
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٣٤٥.
(٢) الكافى ج ٢ ص ٣٤٦.