وقال عنهم يوم الأحزاب : ( وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) (١) .
وقال عنهم : ( تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ) (٢) .
وقال تعالى عن أصحاب الإفك الذين رموا زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهم من الصحابة : ( فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) (٣) .
وقال عن المظاهر لزوجته وهو صحابي : ( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ) (٤) .
وقال تعالى في حقّ أبي بكر وعمر ـ وهما اللذان جُعلا في القمّة وأصبحا هرم الإسلام ورأسه ـ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) (٥) .
حتّى قال ابن مليكة : كاد الخيّران أن يهلكا أبا بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبيّ صلىاللهعليهوآله حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر برجل آخر قال نافع : لا احفظ اسمه ، فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلّا خلافي ، قال : ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك ، فأنزل الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ ... ) (٦) .
ولم يتوقّف الله تعالى في توبيخ أبي بكر لرفع صوته عند النبيّ صلىاللهعليهوآله لأجل صحبته في الغار أو غيرها ، بل عاتبهما وأنزل في حقّ رفع الصوت عند النبيّ توبيخاً وتنبيهاً لهما ، ممّا يدلّل على أنّ الصحبة لوحدها لو كانت كافية لما وقع
______________________
(١) الأحزاب : ١٠ .
(٢) الممتحنة : ١ .
(٣) النور : ١٣ .
(٤) المجادلة : ٢ .
(٥) الحجرات : ٢ .
(٦) صحيح البخاري ٦ / ٤٦ .