منها : ما رواه البخاري عن قتيبة ، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية به » (١) .
فينبغي أن تلتفت : إنّ هذا الخبر مع هذه التأكيدات في السند إنّما يثبت إمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، واقتداء أبو بكر به صلىاللهعليهوآله .
ودعوى أنّ أبا بكر كان إمام الناس لا يعقل ، إذ يعني ذلك أنّ هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية .
وقال ابن كثير : « وقال البخاري : ... عن عائشة أنّها قالت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال في مرضه : « مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، قال ابن شهاب : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أنّها قالت : لقد عاودت رسول الله صلىاللهعليهوآله في ذلك ، وما حملني على معاودته إلّا أنّي خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر ، وإلّا أنّي علمت أنّه لن يقوم مقامه أحد إلّا تشاءم الناس به ، فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أبي بكر إلى غيره » (٢) .
ملاحظة : أترى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يريد أن يتشاءم به الناس ، وعائشة لا تريد ذلك ؟!
ورويت قصّة الصلاة بطريق آخر مختلف عمّا تقدّم ، مع فيما تقدّم من التباين والاختلاف .
عن عبيد الله بن عبد الله قال : دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ فقالت : بلى ، ثقل برسول الله صلىاللهعليهوآله وجعه فقال : « أصلى الناس » ؟
قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال : « صبّوا إليّ ماءً في المخضب » ، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال : « أصلى الناس » ؟
______________________
(١) السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٦١ .
(٢) نفس المصدر السابق .