عبد الله بن زيد ، فقد قيل : إنّه استشهد بأُحد ، وقيل بعد ذلك بيسير »؟ (١) .
فإذاً تبطل الرواية من الأصل لأنّها رويت بعد موت عبد الله بن زيد وهذا لا يمكن قبوله ، ودليل على وضع الرواية وبطلان كلّ ما يبنى عليها ، واستند إليها .
وقال ابن حجر : « وفي الحلية في ترجمة عمر بن عبد العزيز بسند صحيح عن عبد الله العمري قال : دخلت ابنة عبد الله بن زيد بن ثعلبة على عمر بن عبد العزيز فقالت : أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدراً ، وقتل بأُحد ! فقال : سليني ما شئت ، فأعطاها » (٢) .
فإذاً مع إيمان ابن حجر العسقلاني بأنّ عبد الله بن زيد استشهد بأُحد ، وعليه تكون الروايات المروية عن رؤيا الأذان منقطعة ، ولكنّنا مع ذلك نجده يستدلّ برؤيته على شرعية الأذان .
فانظر إلى الأمانة العلمية والتقوى التي يحملها ابن حجر وغيره من أقطاب المذهب السنّي !!
والصحيح أنّ الأذان شرّعه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأمر الله تعالى ، وقد وردت بذلك روايات عديدة من طرق أهل السنّة ، وهي صحيحة السند أيضاً ، فقد أخرج الحاكم بسنده عن سفيان بن الليل قال : « لمّا كان من أمر الحسن بن علي ومعاوية ما كان ، قدمت عليه المدينة وهو جالس في أصحابه ، فذكر الحديث بطوله قال : فتذاكرنا عنده الأذان ، فقال بعضنا : إنّما كان بدء الأذان رؤيا عبد الله بن زيد بن عاصم ! فقال له الحسن بن علي : « إنّ شأن الأذان أعظم من ذاك ؛ أذّن جبرائيل عليهالسلام في السماء مثنى مثنى ، وعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأقام مرّة مرّة ، فعلَّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله » ، فأذّن الحسن حين ولي » (٣) .
______________________
(١) المستدرك ٤ / ٣٤٨ .
(٢) الإصابة ٤ / ٨٥ .
(٣) المستدرك ٣ / ١٧١ .