قال : فقلت : بأبي أنت وأُمّي ، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ؟ ولا يأخذ عنك ، إذا كان ذلك وأفضت الأُمور إليه ، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله ؟ قال : فقال : « إنّ إسماعيل ليس منّي كأنا من أبي » .
قال : فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ثمّ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فمن بعدك ـ بأبي أنت وأُمّي ـ ؟ فقد كانت في يدي بقية في نفسي ، وقد كبرت سنّي ، ودقّ عظمي ، وجاء أجلي ، وأنا أخاف أن أبقى بعدك ، قال : فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرّات ، وهو ساكت لا يجيبني ، ثمّ نهض في الثالثة وقال : « لا تبرح » ، فدخل بيتاً كان يخلو فيه ، فصلّى ركعتين ، يطيل فيهما ، ودعا فأطال الدعاء ، ثمّ دعاني ، فدخلت عليه ، فبينا أنا عنده ، إذ دخل عليه العبد الصالح ، وهو غلام حدث ، وبيده درّة ، وهو يبتسم ضاحكاً ، فقال له أبوه : « بأبي أنت وأُمّي ، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك » ؟
فقال : « كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له ، فأخذتها منه » ، فقال : « أدن منّي » ، فالتزمه وقبّله وأقعده إلى جانبه ، ثمّ قال : « إنّي أجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف » .
قال : فقلت : بأبي أنت وأُمّي ، زدني ... .
قال الإمام الصادق : « قم ، فخذ بيده ، فسلّم عليه ـ أي على الإمام موسى الكاظم عليهالسلام ـ فهو مولاك وإمامك من بعدي ، لا يدّعيها فيما بيني وبينه أحد إلّا كان مفترياً ، يا فلان إن أخذ الناس يميناً وشمالاً فخذ معه ، فإنّه مولاك وصاحبك ، أمّا أنّه لم يؤذن لي في أوّل ما كان منك » .
قال : فقمت إليه فأخذت بيده فقبّلتها ، وقبّلت رأسه ، وسلّمت عليه ، وقلت : أشهد أنّك مولاي وإمامي ... ، إلى أن يسأل الراوي الإمام : بأبي أنت وأُمّي أخبر بهذا ؟ قال : « نعم ، فأخبر به من تثق به ، وأخبر به فلاناً وفلاناً ـ رجلين من أهل الكوفة ـ وارفق بالناس ، ولا تلقين بينهم أذى » .
قال : فقمت فأتيت
فلاناً وفلاناً ، وهما في الرحل ، فأخبرتهما الخبر ، وأمّا