وأمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا ، وقول القائل : إنّه عزّ وجلّ أحديّ المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّ وجلّ » (١) .
ومن الروايات التي تشير إلى وجوده تعالى قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « ويحك ، إنّ البعرة تدلّ على البعير ، وآثار القدم تدلّ على المسير ، فهيكل علوي بهذه اللطافة ، ومركز سفلي بهذه الكثافة ، أما يدلّان على الصانع الخبير » (٢) .
أمّا أسماؤه تعالى فكثيرة ، وهي تدلّ على كماله تعالى .
فعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلّا واحداً ، من أحصاها دخل الجنّة ، وهي الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأوّل ، الآخر ... » (٣) .
قال الشيخ الصدوق قدسسره : « إحصاؤها هو الإحاطة بها ، والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدها » (٤) .
٢ ـ النبوّة : فمن الآيات قوله تعالى : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) (٥) .
ولقد شهد الله لرسوله بالقول على أنّه رسول ، وذلك بقوله : ( إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (٦) ، هذا بالإضافة إلى الخطابات القرآنية للنبيّ بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) و : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) .
______________________
(١) التوحيد : ٨٤ .
(٢) روضة الواعظين : ٣١ .
(٣) عدّة الداعي : ٢٩٩ .
(٤) التوحيد : ١٩٥ .
(٥) البقرة : ٢١٣ .
(٦) ياسين : ٣ .