وبأهله من أجل الإسلام والمسلمين ، لكن ابن القيّم ـ ومن قبله أُستاذه ابن تيمية ـ يجعل ذلك كلّه لأجل الدنيا ، ولأجل الكرسي ، ولأجل المُلك .
ولا يجعله لله تعالى !! ويحكم بعقوبة الله المنزلة ، وهي منع ذرّية الحسين من ظهور المهدي فيها ، لأنّ الحسين طلب الدنيا فحرم منها !!
ويتحامل ابن القيّم على الشيعة فيقول : « وأمّا ما وضعه الرافضة في فضائل علي فأكثر من أن يعدّ .
قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في كتاب « الإرشاد » : وضعت الرافضة في فضائل علي رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلاثمائة ألف حديث .
ولا تستبعد هذا فإنّك لو تتبعت ما عندهم من ذلك لوجدت الأمر كما قال » (١) .
وقال : « ومن ذلك حديث : « أكذب الناس الصبّاغون والصواغون » ، والحسّ يردّ هذا الحديث ، فإنّ الكذب في غيرهم أضعافه فيهم كالرافضة فإنّهم أكذب خلق الله » (٢) .
وقال : « وأمّا الرافضة الإمامية : فلهم قول رابع وهو : أنّ المهدي هو محمّد بن الحسن العسكري المنتظر ، ومن ولد الحسين بن علي لا من ولد الحسن ، الحاضر في الأمصار ، الغائب عن الأبصار ، الذي يورث العصا ، ويختم الفضا ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمسمائة سنة ، فلم تره بعد ذلك عين ، ولم يحسّ فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كلّ يوم ، يقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : أُخرج يا مولانا ، أُخرج يا مولانا ، ثمّ يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه .
ولقد أحسن من قال :
ما آن للسرداب أن يلد الذي |
|
كلّمتموه بجهلكم ما آن |
______________________
(١) المصدر السابق : ١٦٦ .
(٢) المصدر السابق : ٥٢ .