ج : إنّ من تذكرين من بني أُمية ، وبني العباس ، وغيرهما لهم تواريخ تشهد بها كتب التاريخ والسير ، فلو تابعتِ كلّ واحدٍ منهما لوجدتي الحكم عليهم بنفسكِ ، وسيكون قراركِ موفّقاً في هذا الشأن .
إنّ أية شخصية تاريخية سيكون موقفنا منها من خلال موقف تلك الشخصية من أهل البيت عليهمالسلام ، وسأوقفكِ على قاعدة عامّة تستطيعين من خلالها تقييم الشخصيات التاريخية :
نحن الشيعة نقول بخلافة علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وذلك لنصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله عليه يوم الغدير ، وغيره من المواضع ، فقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » ، ومن خلال نصوص كثيرة تثبت ولاية وخلافة الإمام علي عليهالسلام ، كما أنّنا نقول : بأنّ الخلافة بالنصّ وليست بالشورى والإجماع ، كما يدّعي غيرنا .
هكذا تسلسل الإمامة والخلافة في علي وأولاده عليهمالسلام من الأئمّة الاثني عشر ، وكلّ من تجاوز هؤلاء الأئمّة يعدّ ظالماً وغاصباً مهما بلغ غايته من العدل والشجاعة وأمثالهما .
فخلفاء بني أُمية ، وأمثالهم من بني العباس يعدّون غاصبين لأهل البيت عليهمالسلام ، وهم ليسوا شرعيين مع وجود الأئمّة ، فعمر بن عبد العزيز كان يعيش في حياة الإمام زين العابدين عليهالسلام ، وهارون الرشيد كان يعيش في زمن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام ، وهكذا يعدّ كلّ واحد منهما غاصباً للخلافة التي نصّ عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله .
نعم ، يمكن أن يكون لعمر بن عبد العزيز خصوصية رفع السبّ والشتم عن علي عليهالسلام ، بعد أن جعلوه بنو أُمية سنّة ، وهذا موقف جيّد ورائع ، إلّا أنّه لا يزال يعدّ غاصباً لمنصب أهل البيت عليهمالسلام الشرعي .
أمّا هارون الرشيد ، فرواياتنا ـ نحن
الشيعة ـ متّفقة ومتواترة على قتله للإمام موسى الكاظم عليهالسلام
، وقد دسّ له السمّ ، بعد أن سجنه أربعة عشر عاماً ظلماً وعدواناً ، ولاحق من خلال ذلك شيعة أهل البيت عليهمالسلام
، فقتل منهم ، وسجن