الصدّيق ، وقد تسرى علي بن أبي طالب عليهالسلام بجارية منهم ، وهي أُمّ ابنه محمّد ، الذي يقال له : محمّد بن الحنفية رضياللهعنه » (١) .
وقد روى البخاري عن أنس قال : « ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذّاب » (٢) ، وأقرَّ ذلك ابن حجر في شرحه لهذه الرواية (٣) .
وقال ابن حجر : « وهي خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة ، ويقال من مواليهم ، سبيت في الردّة من اليمامة » (٤) .
فجميع هذه الروايات عند هؤلاء المحقّقين تؤكّد : بأنّ الحنفية من اليمامة ، من قوم مسيلمة الكذّاب ، وإنّما اختلفوا في كونها من بني حنيفة أنفسهم ، أو أنّها أمة لهم ليس إلّا .
٢ ـ إنّها من سبي اليمن في ردّتهم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قال البلاذري : « قال علي بن محمّد المدائني : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله علياً إلى اليمن ، فأصاب خولة في بني زبيد ، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معدي كرب ، وصارت في سهمه ، وذلك في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه كنيتي » ، فولدت له بعد موت فاطمة عليهاالسلام غلاماً فسمّاه محمّداً ، وكنّاه أبا القاسم » (٥) .
٣ ـ إنّها تزوّجت أمير المؤمنين عليهالسلام بعد أن أعتقها .
قال البلاذري : « أغارت بنو أسد بن خزيمة على بني حنيفة ، فسبوا خولة بنت جعفر ، ثمّ قدموا بها المدينة في أوّل خلافة أبي بكر فباعوها من علي عليهالسلام ، وبلغ الخبر قومها ، فقدموا المدينة على علي عليهالسلام فعرفوها ، وأخبروه بموضعها
______________________
(١) البداية والنهاية ٦ / ٣٥٨ .
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٣٨ .
(٣) فتح الباري ٧ / ٢٨٨ .
(٤) تهذيب التهذيب ٩ / ٣١٥ .
(٥) أنساب الأشراف : ٢٠٠ .