ينتقدوننا على هذا العمل ، وذلك لجهلهم الفائدة المتوخّاة من ذلك من جهة ، ولما يؤثّره الإعلام الوهّابي ومن كان على شاكلتهم من جهة أُخرى .
فأقول إلى أخوتي الشيعة : لا تتسرّعوا بالحكم على شيء لا تعرفون أبعاده .
وأمّا بالنسبة إلى صحّته ، فنقول :
١ ـ ضرب السيّدة زينب عليهاالسلام بمحمل الرحل ، وسيل الدماء من تحت القناع أمام الإمام زين العابدين عليهالسلام ، عندما رأت أهل الكوفة خرجوا ينظرون إليهم ، ولم يمنعها الإمام عليهالسلام من ذلك .
٢ ـ ذكر الأئمّة عليهمالسلام : « إنّ يوم الحسين عليهالسلام أقرح جفوننا ، وأسبل عيوننا ... » (١) ، وأنّ في القرح ألم للناس ، فلو كان الحرمة في ذلك لنهو الناس .
٣ ـ قول الإمام الحجّة المنتظر عليهالسلام في زيارة الناحية : « لأبكين عليك بدل الدموع دماً » (٢) ، فلو كان الإدماء حرام فلماذا يفعل ذلك الإمام عليهالسلام ؟
٤ ـ إنّه ليس كلّ ما يؤلم الإنسان حرام ، وإلّا لحرم الختان للصبيان ، وثقب الأذن والأنف .
٥ ـ إنّ في التطبير تأسّي بالإمام الحسين عليهالسلام الذي ضحّى بالغالي والنفيس من أجلنا ، والذي لم يبق مكان في جسده إلّا وقد أدمي ، وهو ينادي : « وا قلّة ناصراه » ، فلو خرج من قبره لوجد هذه الحشود التي تلبس الأكفان ، ومخضّبة بالدماء جنوداً مجنّدة تحت رايته ، فهذه الدماء أسوة بدماء الحسين عليهالسلام ، وما أجمل هذه الأسوة من أجل رجل قدّم كلّ ما يملك من أجل رضا الله .
واعلموا أنّ في التطبير رضا لله تعالى ، ولرسوله صلىاللهعليهوآله ، وللإمام عليهالسلام كما قال أحد المراجع .
وهناك أسباب عديدة للتطبير ، يطول المقام لذكرها ، وعظّم الله لكم الأجر .
______________________
(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩٠ .
(٢) المزار الكبير : ٥٠١ .