٢ ـ لماذا تحيون ذكرى الحسين ؟ وتبكون عليه رغم مرور كثير من السنين على استشهاده ؟
ج : نحن نبكي على الإمام الحسين عليهالسلام ، ونقيم المأتم عليه ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بكى على الإمام الحسين عليهالسلام قبل استشهاده ، لمّا أخبره جبرائيل بما سيجري على الإمام الحسين عليهالسلام .
أيبكي رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الفاجعة ، ونحن لا نبكي بعدها ؟!
ما هذا شأن المتأسّي بنبيّه ، والمقتصّ لأثره ! إن ترك الحزن والبكاء خروج عن قواعد المتأسّين ، بل عدول عن سنن النبيّين .
فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يستيقظ يوماً من النوم فزعاً ، وفي يده تربة حمراء يقلبّها بيده ، وعيناه تهراقان من الدموع ، وهو يقول : « أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بأرض العراق » (١) .
ولمّا ترى أُمّ سلمة النبيّ صلىاللهعليهوآله يقلّب شيئاً في كفّه ، ودموعه تسيل ، والحسين نائم على صدره ، تسأله عن ذلك ، فيقول صلىاللهعليهوآله : « إنّ جبرائيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها ، وأخبرني أنّ أُمّتي يقتلوه » (٢) .
وكذلك يستيقظ رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يبكي ، فتقول له عائشة : ما يبكيك ؟
فيقول : « إنّ جبرائيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ... . يا عائشة والذي نفسي بيده ، إنّه ليحزنني ، فمن هذا من أُمّتي يقتل حسيناً بعدي » ؟! (٣) .
فنحن نهتمّ بالحسين عليهالسلام لاهتمام النبيّ صلىاللهعليهوآله به ، ونبكي عليه لبكاء النبيّ عليه ، ونحزن عليه لحزن النبيّ عليه .
______________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٨٨ .
(٢) المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٣٢ ، المعجم الكبير ٣ / ١٠٩ و ٢٣ / ٣٢٨ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٥٧ .
٣ ـ كنز العمّال ١٢ / ١٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٩٥ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ١٥٤ .