١ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « النياحة من عمل الجاهلية » (١) .
٢ ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « صوتان ملعونان يبغضهما الله : إعوال عند مصيبة ، وصوت عند نعمة » (٢) .
٣ ـ قال الإمام الصادق عليهالسلام : « لا ينبغي الصياح على الميّت ، ولا تشقّ الثياب » (٣) .
هل هذه الأحاديث صحيحة أو ضعيفة ؟ وإذا كانت صحيحة ، فهل يفهم منها أنّ النياح والصياح واللطم على الميّت مكروه محرّم ؟ وجزاكم الله خيراً .
ج : بالنسبة إلى رواية « النياحة من عمل الجاهلية » ، فقد رواها الشيخ الصدوق قدسسره مرسلة ، ولم يذكر لها سنداً .
نعم روى عن شعيب بن واقد نهي رسول الله صلىاللهعليهوآله عن النياحة (٤) ، ولكن في طريق السند إلى شعيب ، وقع حمزة بن محمّد العلوي ، وعبد العزيز بن محمّد ابن عيسى الاظهري ، وهما مهملان ، وشعيب نفسه غير مذكور في كتب الرجال فهو مجهول .
ثمّ إنّ الرواية جمعت نواهي كثيرة ، بعضها مقطوع بكراهته ، وعليه فلا يدلّ النهي عن النياحة فيها على الحرمة ، إذ هي معارضة بروايات فيها جواز النياحة ، فطريق الجمع هو : حمل الحرمة على النوح بالباطل ، وللتفصيل أكثر راجع كتب الفقه ، هذا إذا لم تكن هذه الرواية صدرت تقية ، لشهرة هذا الحكم عند العامّة .
وأمّا بالنسبة إلى الرواية الثانية ـ التي رواها القاضي النعمان ـ فهناك كلام طويل في المؤلّف ومذهبه ، بين كونه إمامي أو إسماعيلي ؟ وحذف أسانيد روايته في الكتاب طلباً للاختصار ، وقال : إنّه اقتصر على الثابت الصحيح ممّا جاء
______________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٧٦ .
(٢) دعائم الإسلام ١ / ٢٢٧ .
(٣) الكافي ٣ / ٢٢٥ .
(٤) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣ .