فضائل الحسين ، والصفات المعنوية التي تحلّى بها ، وهذا ليس فيه شيء مخالف للدين ، وليس فيه نهي ، بل هو أمر مشروع ، وطبق الموازين الشرعية ، فافتح ترجمة أي شخص دون الحسين عليهالسلام من كتب التراجم لدى السنّة والشيعة ، تجده يبدأ بذكر فضائل المترجم له ، إن كانت له فضائل ، فهذا الذهبي تحت ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام يقول : « الإمام الشريف الكامل ، سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وريحانته في الدنيا ، ومحبوبه ، أبو عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين ... » (١) ، ثمّ أخذ بذكر مناقبه .
وأمّا واقعة الطفّ فقد ذكرها النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وتألّما وبكيا لذكرها ، وهاك بعض الروايات الصحيحة من حيث السند حتّى على مباني السلفية ؟
عن أبي أُمامة قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لنسائه : « لا تُبكُّوا هذا الصبيّ » ـ يعني حسيناً ـ وكان يوم أُمّ سلمة ، فنزل جبرائيل عليهالسلام فدخل رسول الله صلىاللهعليهوآله الداخل وقال لأُمّ سلمة : « لا تدعي أحداً يدخل بيتي » ، فجاء الحسين فلمّا نظر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله في البيت ، أراد أن يدخل ، فأخذته أُمّ سلمة فاحتضنته ، وجعلت تناغيه وتسكنه ، فلمّا اشتدّ في البكاء خلّت عنه ، فدخل حتّى جلس في حجر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال جبرائيل عليهالسلام : « إنّ أُمّتك ستقتل ابنك هذا » ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « يقتلونه وهم مؤمنون بي » ؟ قال : « نعم يقتلونه » ، فتناول جبرائيل تربة ... » (٢) .
وقال الذهبي : « وإسناده حسن » (٣) .
وأخرج الطبراني بسنده ـ ورجاله ثقات ـ في « المعجم الكبير » في ترجمة الحسين عليهالسلام عن أُمّ سلمة قالت : « كان الحسن والحسين (رضي الله عنهما)
______________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٠ .
(٢) المعجم الكبير ٨ / ٢٨٥ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٨٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٩١ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٧٤ .
(٣) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨٩ .