والسؤال هو : هل أداة إنّما تستخدم أحياناً لأغراض أُخرى عدا الحصر ؟ وما هي هذه الأغراض ؟ ج :( إِنَّمَا ) أداة حصر على ما يظهر من تصريح أهل
اللغة ، بل عن بعضهم أنّه لم يظهر مخالف فيه ، وعن آخر دعوى إجماع النحاة عليه ، وهو المنقول عن أئمّة التفسير ويقتضيه التبادر حيث لا إشكال في ظهورها في انحصار المتقدّم بالمتأخّر .
قال العلّامة الطباطبائي قدسسره : إنّ القصر في قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ... ) (١) لقصر الإفراد ، كأنّ المخاطبين يظنّون أنّ الولاية عامّة للمذكورين في الآية وغيرهم ، فأفرد المذكورين للقصر ، ويمكن بوجه أن يُحمل على قصر القلب (٢) .
وعلى كلّ حال فالأداة ( إِنَّمَا ) أداة حصر هنا بل دائماً ـ كما ذكرنا آنفاً ـ عندما تكون متكوّنة من ( إنَّ ) المشبّهة بالفعل و ( ما ) الكافّة ، وهي تفيد قصر صفة على الموصوف أو العكس .
______________________
(١) المائدة : ٥٥ .
(٢) الميزان في تفسير القرآن ٦ / ١٤ .