الله سبحانه لاعظم ملك من ملائكته ليحتضن شخصه الكريم ويسلك به طريق المكارم ـ من جهة ثانية قد ساهم كل واحد منهما (١) في صياغة شخصية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم صياغة سماوية جعلته افضل مخلوق واكمل رسول على الاطلاق.
وقد تحدث الإمام علي عليهالسلام عن احتضان الرسول له من اول ايام وجوده في هذه الحياة وذلك بقوله في نهج البلاغة من خطبته المسماة بالقاصعة :
وقد علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا ولد يضمني الى صدره ويكنفي في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل.
ولقد قرن الله به صلىاللهعليهوآلهوسلم من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ليله ونهاره ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به.
ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد في الإسلام غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة واشم ريح النبوة.
وقد شرح الإمام علي عليهالسلام بكلامه هذا مدى عناية الرسول به من الناحية المادية والجسمية بما كان يقدمه له من الطعام بعد مضغه له ليتمكن من ابتلاعه بسهولة مع عنايته به من الناحية الروحية التربوية الامر الذي جعله متأثرا بهذه التربية الفائقة التي لم تحصل لاي شخص آخر لان عظمة التربية
__________________
(١) أي كل واحد من الرعاية الإلهية المباشرة واشراف الملك بأمر من الله سبحانه.