وتقدمها في ميدان النجاح تتبع شخصية المشرف عليها والقائم بها فبقدر ما يكون عظيم الشخصية ومستقيم السلوك ورفيع الخلق ـ يكون نجاحه في تربيته وتفاعل المربى ـ معها ايجابا ليصبح صورة اخرى عمن يصوغ شخصيته ويصبها في قالب الفضيلة وقد بين الإمام ( عليهالسلام ) نتيجة تجاوبه وتأثره بهذه التربية الفذة بقوله :
وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل وبين السبب المثمر المؤدي الى هذه النتيجة السليمة بقوله :
ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به.
كما بين عليهالسلام مدى الاعتناء السماوي في بناء شخصية الرسول منذ نعمومة اظفاره وذلك بمصاحبة اعظم ملك له بأمر من الله سبحانه ليسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم وكأن الإمام عليهالسلام يريد ان يبين مدى العناية الإلهية والاعتناء السماوي ببناء شخصية كل واحد من الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن عمه الاكرم وصياغتها على النحو الذي يساعد كل واحدة من هاتين الشخصيتين الفذتين على النهوض بالمسؤولية الكبرى التي ستلقى على عاتقه في المستقبل وهي مسؤولية القيام بالدعوة الإسلامية من اجل ان يخرج بها شخص الداعي العظيم وهو الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ المجتمع الجاهلي ـ من ظلمات الشرك وعبادة الاصنام الى نور التوحيد في العقيدة والتوحيد في عبادة الله الواحد العلام وهذه هي مسؤولية النبوة والنبي الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم واما المسؤولية التي اعدت شخصية الإمام علي لينهض بها في مستقبله الجهادي فهي اولا مسؤولية دعم الدعوة بالمبادرة الى اعلان التصديق بها والعمل بمقتضاها والدفاع عنها قدر الامكان ـ وثانياً مسؤولية النيابة العامة والقيادة الشرعية بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن المعلوم ان مسؤولية الرسول في دعوته وعلي في نصرته اولا وقيادته العامة الهامة ثانيا في منتهى الصعوبة والخطورة فلا يقدر على النهوض