بها الا من أوتي حظا وافرا من العناية السماوية والرعاية الإلهية بشكل مميز وقد حقق الله سبحانه ذلك في حق كلا الشخصين العظيمين النبي المرسل والوصي المبجل وذلك بما اودعه في كل واحد منهما من الكفاءة والاستعداد للتلقي علماً والترقي خلقاً وعملاً وضم الى زرع ذلك الاستعداد ايجاد المربي المعصوم الذي يستثمر ذلك ويخرجه من مرحلة القابلية والقوة الى مرحلة الفعلية والتحرك الايجابي الهادف على درب الرسالة دعوة لها ونشراً لنورها في افاق العقول واجواء النفوس من قبل الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومبادرة الى التصديق بها والعمل بمقتضاها مع الدفاع عنها وازالة العراقيل من طريق انتصارها وانتشارها ـ من قبل الناصر المحامي والممثل الشرعي لشخص النبي الاكرم بعد انتقاله الى جوار الله سبحانه.
وكان المربي المعصوم الذي اعده الله للنبي المعصوم هو ذلك الملك الاعظم كما كان المربي المعصوم للوصي المعصوم هو شخص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ واذا عرفنا ان النبي محمداً صلى الله عليه وآله هو افضل من جميع الملائكة كما انه افضل من جميع الانبياء ـ ندرك السر في العظمة والتفوق الذي ظفر به شخص الإمام علي عليهالسلام الامر الذي جعله افضل من جميع الخلق ملائكته وجنه وإنسه باستثناء شخص النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين.
وذلك لنص آية المباهلة التي اعتبرت علياً نفس النبي باستثناء درجة النبوة المميزة والرافعة ـ وحيث ان النبي محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم افضل الخلق على الاطلاق كذلك من يكون نفسه.
وهذا يعتبر من الكرامات والخصوصيات التي خص بها الله سبحانه شخص الإمام علي عليهالسلام ليكون اعداداً تربوياً وبناء معنوياً لشخصيته الرسالية المثالية يؤهله للإضطلاع بدور النصرة والحماية للرسول ورسالته في البداية وللنهوض باعباء القيادة العامة والمسؤولية الكبرى بعد الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم كما مرت الاشارة اليه.