ولولا بقاؤه ثابتا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مدافعا عنه وواقيا له بجسمه الشريف ـ لما سلم صلىاللهعليهوآلهوسلم من القتل وبذلك يعرف فضل الله سبحانه ومدى عنايته بالرسول والرسالة حيث اعد لهما هذا البطل ليجاهد في سبيل نصر الإسلام ورسوله وحمايتهما من كيد الاعداء.
وقد اعجب جبرائيل بهذا الموقف البطولي الذي وقفه الإمام علي على ساحة الصراع الدامي والخطير ووقى شخص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من الخطر الذي كان محدقا به فقال ان هذه لهي المواساة يا محمد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : انه مني وانا منه قال جبرائيل : « وانا منكما » وروي ان جبرائيل قال في حق علي عليهالسلام بوحي من هذه المناسبة التاريخية : « لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي » وهكذا ننطلق في ظلال شخصية علي عليهالسلام وهو ينطلق من معركة الى اخرى ليقوم بالدور الذي خلقه الله سبحانه من اجله وهو دور التضحية والفداء والبطولة والاباء وها نحن نحيى معه في اجواء معركة الاحزاب التي تجمع فيها كل خصوم الإسلام من المشركين واليهود بقيادة ابي سفيان في السنة الخامسة من الهجرة واستعدوا لان يهاجموا المدينة الحصن الحصين للاسلام ويهجموا على المسلمين ليقضوا عليهم وعلى قائدهم الاعلى الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقضوا بذلك على الإسلام ويأمنوا من خطره المتوقع ـ وعندما عرف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما عزم عليه الاعداء استشار اصحابه في اسلوب المواجهة عملا بقوله تعالى : ( وشاورهم في الامر ) (١). فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق حول المدينة من الجهة التي يتوقع حصول الهجوم من ناحيتها ـ كما كانوا يصنعون في بلاد الفرس ـ واستصوب الرسول رأيه واشترك مع المسلمين في حفر الخندق ـ واخيرا وصل جماعة من الاعداء بقيادة عمرو بن ود العامري الذي كان يعادل الف فارس وجالوا حول الخندق حتى وجدوا جانبا منه قصير المسافة فضرب عمرو هذا فرسه وقفز فوقه الى جهة المسلمين واخذ يجول
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ١٥٩.