الذي قد يلحقها بالاعمال الميتة التي تبقى حيث توجد ولا تتحرك في طريق القبول نحو الله سبحانه ومرضاته.
وبقليل من التدبر ندرك روح الاعمال التي هي مصدر حياتها وتحركها نحو الهدف المقصود منها ـ وهي إخلاص المؤمن العامل في نيته مع فرض رجحان العمل ومحبوبيته لله في ذاته ـ ومعنى الاخلاص في النية ـ ان يكون الباعث الى العمل امر الله سبحانه مجردا عن اي باعث اخر مؤثر في صدور العمل بحيث يكون متمما لباعثية الامر الالهي ـ والغاية الاساسية المقصودة من كل الاعمال المطلوبة لله سبحانه ـ هي تقواه المتمثلة بفعل الواجبات وترك المحرمات ـ وعلى ضوء معرفة ما هو روح الاعمال وما هي الغاية المستهدفة بها ـ ندرك نوعية العمل وهل هو حي بحياة قوية تدفعه وتحركه نحو الهدف او ضعيفة لا تحركه اصلا او تحركه بحركة بطيئة جدا لا تساعده على بلوغه او هو ميت لا حياة فيه ولا حركة له ليصبح بحكم المعدوم.
ومن الواضح ان القسم الاول من الاعمال هو المطلوب لله سبحانه والمقرب منه وهو الصادر من المكلف بدافع التعبد لله سبحانه والتقرب منه وحده لا شريك مع ايصاله الى الهدف المنشود والغاية الاساسية المقصودة واما بقية الاقسام فهي بحكم العدم اما لفقدها روح الاخلاص ووقوعها ميتة من اول وجودها او لفقدها القوة المحركة نحو تلك الغاية وبذلك تعرف كيفية احياء ليالي القدر وايامه وشهره وسائر الليالي والايام والشهور ـ وندرك ان الاحياء الحقيقي للوقت كله ولشهر ورمضان ولياليه وايامه بصورة خاصة ـ لا يتحقق الا اذا كانت الاعمال التي نأتي بها بعنوان التعبد لله سبحانه والتقيد بنظام عبادته ـ واجدة للحياة النابضة بالنشاط والحيوية الدافعة لصاحبها نحو الهدف الكبير ـ لان واجد الحياة في ذاته يستطيع ان يمد بها سواه ليصبح مثله في الحيوية والحركة في طريق الغاية الكبرى واما الاعمال التي تقع سقطا فاقدة لروح الاخلاص ان تكون واجدة لهذه الروح